د/ كمال العيادى الكينغ …
يكتب (هكذا أرى الشّعر): …..
هوّ شيء مثل الدّبيبِ يصّاعدُ مع كُرياتِ دمك متخثّرا, بطيئا, ثمّ يرجّك كصعقةِ الكهرباءِ, تنتفضُ منها من أعلى رأسك إلى إخمصي قدميك. ثمّ تعودُ ثقيلا, مشدوها, مشدودا, منبهرا, لا تملك أن ترفع رأسك. ولكنّك تفيضُ في كلّ مكانٍ وفوق كلّ الحدودِ في آن. ذلك هوّ الشّعر حين يكون خارج القوالب والصناديق الخشبيّة المستهلكة. الشّعر هوّ ذلك الذي تحسّ وأنت تعيد قراءته بأنّك المعنيّ بالأمر. وبأنّ الخطاب يعنيك بشكل شخصيّ. ذاك الهمس الخفيّ حولك, يُدينك أو يدعوك. شفرة لا يفهمها سواك, ضاربة بعروقها وممتدّة خيوطها في تفاصيل مداك. الشّعر هوّ ذلك الوسط بين الأضداد. هوّ الدّوائر اللّولبيّة المتراوحة بين الفقاعاتِ. هوّ سرّ نسيج المناديل المعقودة لغاية حلّها, ورضوض القلب المتورّم بنشيج لا سبيل معه للمواساةِ. هوّ الأزرق المحلول و المنقّع في كلّ الألوان. الشّعر هوّ ذاك الذي يقشّرك مثل رمّانة فجّة, فإذا بك ألف حبّة ملتصقة, تحضن قلبها وبذرة سرّها بطعم مرّه وحوامض مواده المتفرّدة. الشعر هوّ….ذاك الذي لا تملك معه إلا قولها بعد ان يرجّك…تلك العبارة المفتاح وأصل الأصل… تلك العبارة التي تذوب فيها كلّ المعاني منذ بدء الخلق وحتى نهايته: وأعني طبعا: كلمة (..الله..)..يا لروعة تلك الكلمة…
***د. (كمال العيادي الكينغ)***
Discussion about this post