يعود تيار الرفض للمسلمات و الغيبيات و الانتصار للعقلنة و الإحتكام إلى المنهج العلمي و الرؤى الحداثية الذي كثر دعاته خلال المرحلة الرّاهنة من تاريخ ثقافتنا إلى دافعين اساسيين لابد من الانتباه لهما و دقة التمييز بينهما و بين روادهما :
* أولهما التشكيك في تاريخنا و موروثنا و زعزعة اعتزازنا بجذورنا و وعيبنا بذاتنا الحضارية حتى يضعف لدينا وازع المقاومة في سبيل حفظ وجودنا الوطني و الحضاري و بالتالي الإنساني و يسهل ذوباننا في التيار التغريبي الجارف الذي تحرص على نشره بيننا للأسف فئة من المثقفين تقف وراءهم منظمات و جمعيات خطيرة تختبئ وراء شعارات الانفتاح على الآخر و التقدمية و إنسانية الثقافة و غير ذلك… بينما الغاية الحقيقية هي استعمارية صرفة اول تبعاتها نشر التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني و ضرب وعينا بقيمة سيادتنا الوطنية..
* ثانيهما مراجعة علمية بينة و واعية لتاريخنا و مقوماتنا الحضارية توضيحا لما ترسّب في ثقافتنا و وعينا من مغالطات و شوائب و بحثا عن الحقائق التي حاول اسلافنا إخفاءها عن قصد او عن غير قصد و تصحيحا لموقفنا تجاه وجودنا الحضاري في علاقة بواقعنا و بصلتنا مع الحضارات الأخرى و بمنزلتنا داخل المجتمع الإنساني عموما.. مما ييسر علينا تصور رؤيا قويمة لحفظ وجودنا الحضاري و الإنساني و تطويره و تمكننا من التأسيس لمستقبل قائم على حداثة حقيقية بمقوّمات تقدمية فعلية..
لنكن على قيد التيقظ و الانتباه و على خط الصمود و المقاومة إذ ان استهداف الوعي عبر الوسائل الثقافية أكثر خطورة من استهداف الأجساد بواسطة الوسائل العسكرية ..
و لنكن الأحرار و الشرفاء و لنُقِم جدار التصدّي و البناء لثقافة ملائمة للمرحلة مسايرة لحركة التاريخ مهيئة لتكوين الإنسان المتجذّر في محيطه الوطني و الانساني و القادر على تغييره و التأثير فيه و الإنجاز في سياقه بما لا يتعارض مع حفظ وجوده و مستقبله..
بقلم … كوثر بلعابي
Discussion about this post