أسامة خليل
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس إن الحكومة السويدية تعد “شريكة” في حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم، بعد أن سمحت الأسبوع الماضي باقتراف هذا “العمل الدنيء” قرب السفارة التركية في ستوكهولم.
وأفاد جاويش أوغلو -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي إيفيكا داتشيتش في أنقرة- بأن هذه الحادثة تعد جريمة كراهية وفعلا عنصريا، وليست حرية تعبير كما يريد البعض أن يفسرها.
وأضاف “إذا كانت السويد تقول: أنا الآن دولة عنصرية راديكالية لذلك غدوت دولة معادية للإسلام، والإسلاموفوبيا والعنصرية مسموحة؛ فهذا شأنها، لكنه أيضا مخالف لاتفاقيات المجلس الأوروبي”.
بدوره، رأى وزير الخارجية الصربي أن حادثة حرق المصحف الشريف أمام السفارة التركية “مأساة كبيرة”. وحذر من أن حرق الكتب المقدسة في بلد ما “قد يكون الخطوة الأولى التي يمكن أن تؤدي في المرحلة التالية إلى حرق الناس”.
وقال “لا أكاد أصدق أن شيئا كهذا يحدث في بلد هو جزء من الغرب، إنها مأساة كبيرة”.
داتشيتش -الذي يشغل أيضا منصب النائب الأول لرئيس الوزراء الصربي- أكد أن الحادثة “قبيحة جدا”، وشدد على ضرورة أن تتعامل الدول بطرق جدية مع هذه القضية، مؤكدا أن هذه الحادثة لن تسفر عن نتائج إيجابية بأي شكل من الأشكال، وأنها من قبيل الحوادث التي يمكن أن تجذب كراهية العالم بأسره، وفق تعبيره.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان استنكر بدوره حادثة الحرق، مؤكدا أنه يتوجب على السويد بعد هذه الحادثة ألا تتوقع دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال أردوغان -في خطاب ألقاه عقب اجتماع للحكومة في أنقرة- “إذا كنتم لا تحترمون المعتقدات الدينية لتركيا أو المسلمين، فلا تنتظروا منا أي دعم في ما يتعلق بعضويتكم في الناتو”.
وأضاف “هذا الفعل القبيح في السويد إهانة لكل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس، وعلى رأسهم المسلمون”.
وأثار إحراق اليميني المتطرف السويدي الدانماركي راسموس بالودان السبت الماضي نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة التركية في ستوكهولم غضب أنقرة ودول عربية وإسلامية عدة، كما قوبل بتنديد ومواقف رافضة من عدة دول غربية.
وأحرق هذا الناشط المناهض للإسلام نسخة من المصحف الشريف وسط حماية أمنية مشددة، وخلف حواجز أقامها رجال الشرطة السويديون.
Discussion about this post