بقلم … نورا عواجه
مع كل ساعة من النهار أو الليل تٌعقد الصفقات وتجرى الإتفاقات .وتكتب العقود ، لإنشاء مشاريع صغيره أو كبيره بآلاف أو ملايين الجنيهات .
ويكون كلا من طرفى العقد حريصاً على حقه من الجانب الآخر تجنبا لأى
خساره مادية . ويحرص كلا الطرفين على كتابة عقد سليم مستوفي لكل الشروط ، وتقام الإحتفالات إبتهاجاً بتوقيع العقود .
وترى الإعلانات واللافتات وقد إنهالت علينا كالمطر ..
كل هذا يحدث فى العقود الماديه.والتى إن ربحت أو خسرت فهى خسارة ( ملحوقة وممكن تتعوض )
إذن ما هو الوضع فى الخسارة الغير ملحوقة والتى لاتعوض بمليارات العالم أجمع ؟!
ألا وهى(خسارة القلوب )
ففى كل ثانيه تمر هناك عقود غير مكتوبه ولكنها مسموعه من الطرفين ،بين الأخوه والأصدقاء والأحباب ..
منها مايتم على أكمل وجه أحتراماً وألتزاماً من الطرفين ببنود العقد المعنوى بينهما
ومنها من يلتزم أحد الطرفين
ويتخلى الأخر وده الأغلب ..
ومنها من يتخلى الجميع مع الأسف !!
العلاقات الإنسانيه يا أحبابى لاتحتاج لكتابة عقود بل تحتاج ( لقلب يشعر ، وعقل يستوعب ، وضمير مستيقظ يحمى ويصون مدى الحياة )
تحتاج إلى ثقه عمياء تجعل كلا من الطرفين على يقين بأنه فى ( أمان تام ) مع الطرف الأخر سواء أخ أو صديق أو حبيب .. تحتاج بأن يشعر كلا من الطرفين أنه أحسن الإختيار ولن يندم أبداً مدى الحياة .. تحتاج أن البشر تكون (مطمنة ) بكل ما تحمل الكلمة من معنى وأن لها سند وملاذ تحتمى به عند الشدائد .تحتاج إننا نتمسك ببعض ،وقت الشدة أكثر من وقت الرخاء .ووقت الخطأ أكثر من وقت الصواب .
طالما كلا منا يعرف الشخص الذى أمامه جيداً ويعرف عقله وقلبه وتفكيره ونيته
ولكن مايحدث الأن أننا أصبحنا( بنتلكك) لبعض مستنيين أى غلطة
وأى كبوه وأى كلمه علشان نسيب .محدش عنده إستعداد يتحمل أخوه أو صاحبه أو حبيبه لما يغلط ،
ولاعنده وقت يقدمله أعذار ولايقف جمبه لحد ما يصلح من نفسه ويصحح الغلط .
ونسينا (إلتمس لأخاك سبعين عذر )
مع أن المعيار الصح لأى علاقة ( إن اللى مايستحملكش ومايسندكش ؛ مايلزمكش )
ونسينا أن الصاحب اللي بجد هو اللى ينصح والحبيب المخلص هو اللى ياخد بالإيد ويصبر ويتحمل علشان حبيبه ..نسينا أن الصديق والحبيب هو إلى يواجهك ويواجه معاك غلطك ،
مش إلى يسيبك لو وجودك هيأثر على حياته أو يتخلى عنك لأنك غلطت مرة أوأتنين حتى لو غلطك ده مش مقصود . وممكن جداً (يتعمد ) يهملك ويعاملك ببرود ويتجاهلك وللأسف الشديد بيوجعك ويجرحك وفى النهاية يهينك(سياسة الإستغناء) بيعلمونا الإستغناء الإجبارى اللى بعده كل حاجة بتبقي ناقصة ومملة وملهاش طعم .. وحتى العتاب ساعتها مش بيبقاله أى لازمة لأنه هيزعل وهيوجع أكتر لأنه الواحد وقتها بيبقى عرف قيمته الحقيقه عند الشخص ال قدامه وطبعاً بتبقي (صدمه ولا أوجع ) وال قدامه طبعاً بياخدها من قصيرها ويبعد عن دوشة الدماغ أحسن حتى لو كانت الدوشه دى من أقرب الناس ليه (ياعم أشترى دماغك)
هو أنا فاضى للكلام ده ..ال عاجبه عاجبه وال مش عاجبه مع ألف سلامه ..
وبكده يبقى أخل بشروط العقد إل بينهم… والسؤال ؟!
هى الناس ال بتبيع وبتستغنى كده بسهوله وفى غمضة عين بتعرف تعمل كده إزاى ؟!!
إزاى بتقدر تحطم أحلام إلى قدامها وهي عارفه ومتأكدة إنها محور الكون عندها ؟!
إزاى بيكون غربة فى اللحظه إلى قدامه شايفه وطن ؟!
إزاى بيقدر يوعد وهو عارف إنه مش هيوفى ؟!
إزاى بيقدر يقسي ويدوس على قلبه ويلغى مشاعره بالشكل ده ؟!
إزاى بيوصل معاه لنص السكه أو أقل وبعدين يسيبه بكل بساطة وهو مش عارف هيقدر يكمل سكته لوحده ولا هيرجع من الأول تانى ؟!
وياترى لو رجع هيرجع إزاى بقلب مشروخ وروح تايهه وكيان محطم ؟!
أرجوكم بلاش وعووووود وأنتوا مش هتقدروا توفوا ..
بلاش تقولوا كلمه وأنتوا مش قدها ،
أنتوا متعرفوش إل قدامكم بيبنى إيه على الوعود والأحلام دى ..
وقد إيه هو بيصدقكم ويثق فيكم .
وأنتوا مع الأسف بتقولوا وبتوعدوا وتيجوا فى النص وتسيبوا..
(المنتصف المميت) يعنى القهر وكسرة الخاطر والوجع إل من غير حدود ،
وبكدا يبقى أخلينا بشروط( العقدالانسانى)
فى مشهد للفنان الكبير أحمد زكى
فى فيلم (أضحك الصورة تطلع حلوة ) المشهد ده (وإن كان بيتناول جانب معين من العلاقات وهو الجانب العاطفى فقط) إلا أنه بيلخص حاجات كتير جداً … بيقول فيه
(هى العقود عندكم ورق وبس ؟ !!
العقد مابيعملش الحقيقة ، بيثبتها بس ، كلمة بحبك عقد ، النظرة عقد ، اللمسة عقد ، الوعد بالجواز ده أكبر عقد )
والسلام …
Discussion about this post