رئيس رواد العالم يشارك في احتفالية اليوم العالمي للمرأة لمؤسسة الباسقة
محمد عبدالوهاب.
شارك د . أشرف كمال رئيس مجلس إدارة مجلة الملتقي الإبداعي( رواد ومبدعي العالم ) في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والذي نظمته مؤسسة الباسقة للثقافة والفنون والتنمية .
جاء ذلك تلبية لدعوة الدكتوره سمية الناصر رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
والقي د. أشرف كلمته في هذا الاحتفال وجاء فيها.
. أصحاب السعادة والسيادة والريادة ….. الدكتورة سمية الناصر ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الباسقة ، مجلس إدارة مؤسسة الباسقة بمصر المحروسة ،
ومسؤولي مؤسسات المجتمع المدني ، والجمعيات الاهلية والحقوقية والمرأة ورجالات الصحافة والاذاعة والاعلام السيدات والسادة ، الفعاليات الكرام
يسعدني ويشرفني أن أتحدث اليكم كرئيس لمجلس إدارة ملتقى رواد ومبدعي العالم ، وانه لمن دواعي سروري أنا شخصيا أشرف كمال ، أن أكون بينكم لنلتقي بأخوة أكارم ونقول لكم :السادة الحضور .. لماذا اقامة هذا المهرجان الآن والأمة في أحلك لحظات تاريخها ، وأشد أزماتها من عدوان وحصار واستفراد ؟ وأجيب كيف تكون الثقافة من غير لقاء يجمعنا على الحقِ والحبِ والجمالِ ، كيف يكون تحصين الأمة دون إشاعة الوعي ،وطرح هموم الإنسان والوطن ، وهل هناك مساحة للوعي أرحب من الحوار والمثاقفة التي تكثف العالم ، وتتحرك عليها
أفكارنا بكل حرية وديموقراطية ، يقوم بها شعراء وادباء وكتاب مبدعون فتتسع الكلمة مغطة ساحات الجغرافية من كل حدب وصوب ، سابراةً أعماق النفوس متجاوزةً حدود الزمان والمكان إلى الجمهور ..
المرأة “رائدة” عبر التاريخ، ليس من باب الصدف أو المجاملة أو المحاباة، و ليس من باب التملق و الرياء، أو رمي الورود أن يكون يوم 8 مارس، محطة هامة للتأمل و المذاكرة ، و الاحتفاء بكل نساء العالم ، و لم يكن دعم الأمم المتحدة لحقوق المرأة على المستوى الدولي المعلن ، من خلال ميثاق يضمن المساواة بين الجنسين ، إلا تتويجا لصراع طويل ، امتد عبر مختلف مراحل تاريخ زاخر بنضالات ، يضيق المجال بحصرها و تعدادها ، يكفينا أن نستحضر بعض الشذرات المضيئة التي تظل منارات على الدرب للأجيال ماضيا و حاضرا و مستقبلا .
ان المرأة منذ غابر التاريخ تعتبر مصدر إيحاء و إلهام ، و عطاء ،و حكم ، و حصافة رأي، فقد اقتلعت الجدارة بتوليها أعلى مراتب القيادة و الحكم ، و أستحضر ملكة بلقيس على رأس مملكة سبأ ، و ما أوتيت من سداد عقل ، و حسن تدبير ، و كذلك الملكة زانوبيا ملكة “تدمر” في عهد الإمبراطورية الرومانية ، هذه المرأة المشهورة بشجاعتها و جمالها، و ذكائها ، فقد اقترن اسمها بالملك “أذينة” الذي حمل لقب رئيس المشرق ، و التي اشتركت معه في سياسة حكمه أثناء حياته و عقدت العزم على بسط سلطانها على الدولة الرومانية الشرقية .
و قادت جيوش تدمر بعد وفاة زوجها في غزوها لمصر ، و آسيا ، و غيرهن كثيرات ناهيك عن حضورها الدائم إبان الفتوحات الاسلامية ، فقد اضطلعت بمهمتها كاملة بجانب الرجل سواء في الجهاد، أو الأدب و الشعر ، و القائمة تزخر بأسمائهن ، و على سبيل الذكر لا الحصر نجد السيدة خديجة بنت خويلد ، التي كانت صاحبة أول سوق تجاري في مكة ، و السيدة عائشة زوجة رسول الله “ص” التي قال عنها الرسول خذوا عن هذه الحميراء نصف دينكم .
و الشاعرة الخنساء ، التي عاشت بين عصرين و التي قدمت خمسة من فلذات أكبادها الى جبهات القتال و سكينة بنت الحسين الأديبة المتألقة و التي تعتبر من أشهر النساء اللاتي قاومن الحجاب و تعد الشخصية النسوية الأولى في المجتمع الشرقي ، حيث شهدت مذبحة والدها في كربلاء ، ثم تمردت على كل مستبد ، ووقفت ضد كل من ينتهك حرية المرأة
و لعلنا في هذا الظرف الدقيق ، لا يمكن لنا أن نمر دون أن نلقي السلام على المرأة الفلسطينية ، مفخرة التاريخ تلك التي تقفز إلى الذهن في كل المناسبات لما أبدته من مشاركة فعالة ضد الظلم ، و الإستبداد ، و القهر ، و العبودية ، مؤمنة بمصير التحرر و الانعتاق ، بروح تجيش بالشجاعة و التضحية من أجل نصرة قضية المصير المشترك ، ضد الاحتلال الاستيطاني بأجهزته العسكرية و الأمنية، نذكر من ذلك المناضلة شادية أبو غزالة، دلال المغربي، هنادي جرادات، ريم الرياشي، تحرير منصور، غادة حلبي، هبة ضراغمة، و غيرهن كثيرات و لا زالت أرض فلسطين حبلى بنسائها القادرات على بذل الكثير من العطاء دون أن ننسى المناضلة الطفلة عهد التميمي التي لقنت الكيان الصهيوني بضرباتها الموجعة درسا لن ينسى في التحدي و الإصرار على رفض ظاهرة الضلم حتى من وراء القضبان .
تطالعنا في مصر الملكة الفرعونية حنشيبسوت الأكثر شهرة في التاريخ المصري ، وهو لقب يشار به عادة الى النساء اللاتي بلغنا منصب فرعون في مصر القديمة ، و قد شاركت زوجها حكم البلاد، أما “نفرتاري” فقد كانت جميلة الجميلات و كانت قوية و مؤثرة بقوة في عهد زوجها نجم الأرض الفرعون الأشهر الملك رمسيس الثاني و لعبت آنذاك دورا كبيرا في الشؤون الدبلوماسية في الدولة المصرية العريقة نظرا لما كانت تتمتع به من مهارات متوافرة مثل فنون الكتابة و خصوصا اللغة الهيروغليفية ، و القراءة ، و أصول فنون علم المراسلات الدبلوماسية ، فأفادت بمهاراتها الكبيرة مصر و زوجها و قد تواصلت المسيرة النسائية عبر التاريخ لنساء رائدات على غرار الناشطة النسائية هدى شعراوي ، أصيلة مدينة المنيا ، و الدكتورة نوال السعداوي طبيبة أمراض صدرية و نفسية ، كانت كاتبة و روائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام و المرأة بشكل خاص أسست جمعية تضامن المرأة العربية سنة 1982 ، كما ساعدت على تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الانسان، استطاعت ان تنال ثلاثة درجات فخرية ، في ثلاث قارات ، كما شغلت العديد من المناصب الادارية الهامة في الدولة.
.
أريدك أنثى .. ولا أدّعي العلمَ في كيمياء النساءْ ..ومن أين يأتي رحيقُ الأنوثَهْ …وكيف تصيرُ الظِباءُ ظباءْ …وكيفَ العصافيرُ تُتْقِنُ فنَّ الغناءْ ..أريدُكِ أُنثى.. وأعرفُ أنَّ الخيارات ليست كثيرَه ..فقد أستطيع اكتشافَ جزيرَهْ ..وقد أستطيعُ العثورَ على لؤلؤَهْ ..ولكنَّ من ثامن المعجزاتِ، اختراعَ امرأهْ.
هكذا تغنى الشعراء للمرأة وهكذا اعتبروها ثامن المعجزات وأجملها وأثمنها, لعلهم لم يبالغوا في شيء فالطبيعة أنثى, ومروج الورد أنثى ، والمطر والأنواء أنثى ، وباريس بين المدن أنثى, وأم الدنيا أنثى, والقاهرة مهد الحضارات أنثى، لا نستطيع ونحن نطرق موضوع المرأة إلا أن نطل من هكذا شرفة : شغف القصيدة وسحر أنوثة لا حد له، هكذا فقط يتدفق الحب وتنطلق الحياة على غير مثال.
فلم يكن نزار ، ولا من عاصره، ولا من لحقه، أو سبقه بحرف وإحسان, ليجد لشعره مقاما وكينونة ، لولا أن في عوالم المرأة من السحر ، ما يكفي كي تنساب المخيلة وتنهمر القصائد، كل الذين امتشقوا حروفهم وحتى سيوفهم وأقلامهم ، وجدوا في المرأة أسبابا لا تحصى للحياة وللتفكير, ونحن اذ نراهن على قضية المرأة ونجدد طرحها بكل حماسة وشراسة, إنما لرهان خطير ومهم هو إعادة الاعتبار للذات الانسانية .
فالمرأة أمّ وأخت وحبيبة وصديقة ورفيقة درب وزميلة بالعمل, موظفة وعاملة ومناضلة وكاتبة ومبدعة ومفكِّرة, عنوان لكل شيء جميل في حياة الرجل والأسرة والمجتمعات أجمع، المرأة السيّدة،هي التي تخيطُ سنينَ العمرِ بعطرٍ لتتنشّقَ الأيامُ رائحةَ الأنوثة، وهي التي تمسحُ عن آهاتها عرقَ الاستسلام ليرفلَ الأملُ في ثوبِ النجاة، وهي التي تلدُ الحب بمخاض الشّوق وتسمّيه بأسماء الورود ليؤمن بالقيامة، وهي دمعةُ كِبَرٍ لا تلمحها إلا حُبَيبات النّدى فتسرقُ منها لألأةَ النَور، لأنّكِ امرأة ، تدينُ لك الحياة بإبتسامة وقبلة، تدلّلي ،فأنتِ أمانةُ الربيع..
أميرةَ الحُسنِ
وصلَ كِتابٌ من لَدُنكِ
أخَذْتُهُ..
ضَمَمْتُهُ..
ولَصَقْتُهُ بفُؤادي
لتكوني معي نَهارِي كُلَّهُ
وإذا رقَدْتُ
يكونُ تحتَ وسادتي
أميرةَ الحسنِ
فُكّي قَيدَ أسراكِ
وٱنْهي بِعَذبِ الَّلمَى تَعذيبَ
مُضناكِ
هذا القلبُ ناسِكٌ
في مِحرابِ
هواكِ
دعي قُبلتي فوقَ شفتَيْكِ
تُحَدِّدُ مَساري
أميرةَ الحُسنِ
ما تَذَوّقْتُ طعمَ الغرامِ
ولا نارَ الجَوى
إلّا مُذْ هَفا قلبي إلى مُحيّاكِ..
فارِغٌ كأسُ الشّوقِ بين يديكِ
يتوقُ
شغوفًا… ملهوفًا
إلى لُقياكِ
أميرةَ الحُسنِ
إتَّقي اللهَ فِيَّ
واُعدِلي في الحُكمِ عَلَيَّ
بالغَرَقِ في بحورِ عينيكِ
ولا تتَّهمي عِشقي بالثَّمَلِ
إِنْ كانَ ربُّ الجَمالِ قد ولّاكِ
حبيبتي..
لا أجِدُ توصيفاً
يُوَفِّيها
فَلِمثلِ جَمالِها خُلِقَ الغَرامُ
ولِأجلِ قَدِّها
صِيغَ الكلامُ
حبيبتي..
لا تُخفي ما فَعَلَتْ بكِ الأشواقُ
صَرِّحي بِهَواكِ
فَكُلُّنا عُشّاقُ
لعلّ البوحَ يُريحُ فؤادَكِ
إنْ كانَ مِن مُتَفَهِّمٍ
فالعاشِقونَ كلُّهُم رفاقُ
لا تجزَعي فاتِنَتي
فَلَسْتُ أَوّلَ عاشِقٍ
فَتَكَتْ بهِ الوَجَناتُ
وَلَستُ آخِرَ إمامٍ
تتَلَعثَمُ في فؤادِهِ الصّلاةُ
وتُغريهِ سَطوَةُ الأحداقِ
أَمَا آنَ لِلنّارِ الّتي فيكِ
أنْ تُناديَني
لِأُصْلَبَ في اللّهفَةِ
وتُغرّدَ تَفاصيلي؟
حبيبتي..
حرِّكي هذا الرَّمادَ
لِيَعودَ إلى وجهي إشراقُهُ
وتسقُطَ أرواحُنا مَطَراً
على الأوراقِ.
Discussion about this post