نَوابضُ الضَّادِ :
كأنَّ مجرى الخيالِ النَّهرُ
و انخفضا
يجري كجمرٍ فُويقَ الماءِ
ثمَّ مضى
و ضاعَ خلفَ المدى،
فاسودَّ معبَرُهُ
حتّى غدا سَفَرًا
من ذُلّهِ انْقرضا
داعبْ صدى النّايِ همسًا
حينَ تعشقُهُ
فَكمْ منَ اللَّحنِ
لم نُدركْ له غرضا
نزهو بتيهٍ،
و قتلى منْ دواخلنا
و نحسبُ الموتَ
فـي أجزائنا عَرضا
نستدركُ الوهمَ
حتّى نقتفي أثرًا
لو لمْ نسلهُ
عنِ الأحلامِ ،لانْقبضا
وجهي خِمارٌ
و مرآتي مُغَبّشةٌ
ضاعَ التّبصُّرُ
من معنًى لنا غمُضا
أستَبصرُ القلبَ
كي ينشقَّ شاردُهُ
من ذكرياتِ دمي
مستقبلٌ و مضا
للضّادِ سرٌّ
تهابُ النّاسُ تَنطِقُهُ
جناحُ كِبرٍ
و فوقَ الرّيحِ ما مُهضا
تنازعتْهُمْ رياحُ السّهلِ
فانقرضوا
شروْا ببخسٍ
و ما نالوا به عوضا
لمْ يسمعِ النَّهرُ
دفقَ الماءِ من حجرٍ
لمّا تفجّرَ من قيظٍ
و ما رمِضا
المُزنُ روحٌ
سرتْ فـي غيمَةٍ هطلتْ
و الرّمضُ فـي الصّيفِ
يجتاحُ الثّرى بِرِضَا
ذي سنّةُ الكونِ
لا فوضى و لا عبثٌ
فإنْ رضيتَ فذاكَ الحقُّ
فيكَ قضى
لا تَعْتَرضْ
لغُبارِ الطَّلعِ ، تَحبِسُهُ
عنكَ الزّهورُ إذا
ألفتْ بهِ غرضا
فالغيثُ يروي
بجوفِ الصَّخرِ نملتَهُ
كم من ظميٍّ
زُلالَ العقلِ قد محضا
من يعشقِ الوقتَ
يدركْ سِرَّ فتنتهِ
و الوقتُ عهدٌ
و بئسَ العهدُ ما نُقضا
و لا تكنْ بعدُ
إلّا واثبًا فَطِنًا
فالخوفُ، إنْ
خالطَ الإقدامَ ما نهضا
أراذلُ الفكرِ
أحجارٌ بها ثقُلتْ أفواهُنا
و قَضتْ منْ يأسها
حرضا
و حيثُما حِرتَ
فـي رأيٍ طواعيةً
لتقبلِ الأمرَ ، هلْ تَجفو
كمنْ رَفضا ؟
لا تَعْجبنَّ لحرفٍ
ضلَّ فـي ورقٍ
كانَ البُغاثُ
لِوكنِ الصَّقرِ مُقترِضا
أُمْدُدْ غصونَ
رِياضِ الضّادِ مُثْقَلةً
و افتحْ ربيعَ النّدى
يا شعرُ مُعترِضا
الدكتور محمد سعيد العتيقُ
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الحية






































