أراك قبل أن أراك
أسمع صدى خطواتك في
أروقة قلبي
كأنّها مطرٌ متأخّر يوقظ
الذّكريات النّائمة
أرى في ضحكتك انعكاس
الشمس
على مياه لا تهدأ
وفي صمتك سرّ الليل كله
أحنُّ إلى الهواء الذي يمرّ
عبر يديك
يذيب قيود وحدتي
ويترك قلبي يتلوّى بين
شعلة وشعلة
كأنه خيال يتعلّم الطيران
أمشي في غيابك
وأجدك في كل نسمة
تمرّ على وجهي
في كل ظلٍ يتلوّى على
جدران غرفتي
في كلّ أزقّة الزّمن
الّتي لا تنام
أرغب أن أصنع من
صوتك نبيذاً
أشربه حتًى أرتشف
كلّ لحظة معك
أرغب أن أكون المطر
الّذي يغسل كلّ فجر
أو الرّيح الّتي تحضن
أوراقك حين تهبّ
أراك قبل أن أراك
ألمس حضورك قبل
أن يلمسني
وأبتسم لأنّ العالم كلّه
يتوقّف عند حدود عينيك
كلّ شعاع ضوء، كلّ
ارتعاشة قلب
يحدّثني عنك…
عن دفء يعانق الرّوح،
عن شغف لا يعرف نهاية.
وفي النّهاية
أظلّ أنتظر مطرًا آخر
قليلًا منك، كثيرًا منّي
كي يروي صحراء أيّامي
ويترك أثرًا…
كأثر قدميك على قلبي.
_زيان معيلبي
(أبو أيوب الزياني)
الجزائر






































