لحافي الأبيض
متى تزورني يا لحافي الأبيض
أتنتظر طولي و عرضي
قياسي على قياس ظلّي
لا يفارقني
تتبعه ستجده أمامك
ضع قدمك عليه سيبقى
تحت قدمك
لكنّني لن أبقى تحت قدمك
تحت سلطتك
لأنّ نعلك من حديد
مرصّع بمسامير طويلة
تثقب الأرض قبل جسدي
لذا دعوت لك ظلّي
ليبقى عندك
تحت قدمك
أمّا أنا
سأواجه مصير الفناء
أتاني لحافي الأبيض
سألتحفه و أمضي
سوف تسألني إلى أين تمضي؟
هل تتابعني حتّى في مكان غيبي
لا تتبعني
لأنّ مكاني مجهول
حتّى أنا أجهله
لأنّ الفناء مقدس
لا يدخل غلافه إلّا من له
مفاتيح النّور القدسيّ
لا تسألني كيف؟
فأنا لا أعلم
فساكني الدّاخلي هو من يعلم
حتّى ظلّي تركته لك
ٱفعل به ما شئت
اتركني فأنا ذات بلا ذات
سأبقى أنتظر هناك
حين أسمو عبر نور
أذوب بين الأنوار
الشاعر د. عبد الفتاح العربي
تونس






































