بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
أجنحة السّراب …
في قاعِ الصّمت،
ينبضُ مسرحٌ بلا جدران،
ظلالٌ تتناسلُ من بعضها،
وجوهٌ بلا ملامح
تتساقطُ كأوراقٍ
لم تعرف فصلًا واحدًا.
الطّيورُ هنا
مصنوعةٌ من رماد،
كلّما حاولت الطّيران
تفتّتتْ إلى غبارٍ
يُعمِّد الهواءَ بالسّواد.
الأرواحُ تتحرّكُ في حلقاتٍ،
كلّ دائرةٍ تلدُ أخرى،
كلّ خطوةٍ تعودُ إلى نفسها،
كأنّ الزًمنَ يسهو عن نفسه
في دورانٍ أبديّ.
شجرةٌ تنبتُ في منتصف المسرح،
جذورها من صرخاتٍ قديمة،
أغصانُها تتدلّى
كأجسادِ معلّقةٍ بين اليقظةِ والحلم،
وأوراقُها
تكتبُ أسماءً لم تولد بعد.
الرّيحُ تُصفّر في الفضاء،
لا تعرف إن كانت أنفاسَ وليٍّ
أم شهقةَ طفلٍ خرج من رحم العدم.
لا أحدَ هنا ينتظرُ شيئًا،
فالأشياءُ تأتي وتمضي
كأنّها لم تكن،
والأبوابُ كلّها
مشرّعةٌ على فراغٍ
يتّسع حتّى يبتلع
الوجوه، الطّيور، الظّلال،
وأخيرًا… المسرح نفسه.
بقلم الشاعر … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق َ محافظة البصره






































