ذاكرة قلب ٠٠!!
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد مصر ٠
وداعاً الشاعرة الكاتبة المغربية سعاد خزرون ” ١٩٥٨ / ٢٠٢٥ ”
صنع الرّيح في الماء زرد
أيّ درع لقتال لو جمد
المعتمد واعتماد
وصنع حبّي لهما مَددْ
وكلمات الوفا فاقت العددْ
فالرّحمة على كلّ من عَبدْ
والخزي لحاملة حبل المسدْ
” سعاد خزرون ”
٠٠٠٠٠
غيّب الموت الشّاعرة التّطوانية “سعاد خزرون” عن ٦٦ ستة و ستين عام ٠
و ذلك ليلة أمس الموافق الأحد يوم ٨ / ٦ / ٢٠٢٥ م ٠
بعد معاناة طويلة مع المرض في المستشفى بمدينة تطوان ،حيث كانت ترقد لتلقي العلاج قبل أن يتمّ إدخالها قسم العناية المركزة.
و تقام الجنازة اليوم الاثنين
إنطلاقا من بيت أسرتها بحيّ باب السّفلى بتطوان.
مازال مسلسل رحيل الشّعراء يمضي سريعا ، فكلّ يوم نودّع شاعرا من بلاد العرب !٠
رحم الله الشّاعرة المغربيّة الصديقة المحبّة للحياة و المتيّمة باللغة العربيّة بقاموسها الخاصّ وسط تعبير و تصوير فنّي تعايشه لحظة صدق و تعتبر القصيدة جزءًا منها في شوق وحنين ، فقد عاشت محبّة للحياة و للجميع في ثنائية الخلود ٠
و تعتزّ بتاريخها و دائما تُحيي الأندلس في معيتها تأثّرا لا انفصام فيه و من ثمّ نلمحها هكذا ٠
* نبذة عنها :
—————-
ولدت الشاعرة المغربية الراحلة سعاد خزرون بمدينة ( تطوان ) عام ١٩٥٨ م ٠
نمت وترعرعت في مدينة الرّباط, نشأت في بيت يهتمّ بالثّقافة والفنون، عملت الرّاحلة موظّفة مسؤولة في شركة أمانديس بتطوان،برزت موهبتها الأدبيّة في سن مبكر، فكانت تكتب الأشعار لتعبّر عن ذاتها ومكنونات قلبها ووعيها.
فاعلة جمعوية، شاركت في أمسيات شعريّة في عدة مدن مغربيّة و عربيّة، وساهمت في عدد من النّدوات وحفلات تقديم وتوقيع إصدارات أدبيّة مختلفة.
= صدر لها عدّة دواوين منها :
– ديوان “ذاكرة قلب” الصادر سنة 2019 ٠
– و ديوان “الرسم بالكلمات والألوان” سنة 2020.
– و ديوان (ينادي فؤادي) 2024 م ٠ منشورات باب الحكمة بتطوان ٠
و من شعرها :
—————–
قصيدة بعنوان ( أوتار مجنونةَ ) تختصر فيها معادلة الحياة تزفّها من خلال الذّكريات في تصريح ينطق بصدق المشاعر و تصوير الكلمات المشفوع بعطر الأنفاس و الوصال في اشتياق بين ظلال وصدى أوتار العشق فتقول في مطلعها :
أوتار العشق أهديها لك
عبر فصَل العمر
تغدو حبائل الوصل مجنونة
تبحث عن عطري فيك
شوارع الهوى مزدحمة
برسائل اقسمت أن لا تبعث
إلّا باريج هيامي لروحك
آلاف الهمسات تخنقني
تشدّ الرّحال بعيدًا عنك
لتسكن في جوفك
دموع تذرف ملء التّرقّب
شمعدان يصرخ اشتياق لطلّتك
أشعر بقشعريرة الحبّ
تسري في شرايين صمتي
تجمد دماء الإشتياق
رحلتي أنت والزّاد
بين الآلام والأحزان
تقيم الصّرخة بين الأحداق
سيمفونيّة العشق نسيتها
غياب عن دنيا الجنون
أخاف أن تعانق السّماء
بعيدا عن ملامح امراة تنتظرك
أخشى أن تخونني مع النّجوم
في وضح التّبرّج والدّلال
فارغة الرّوح إلّا منك
أكتب اسمك فوق شفاه الأشواق
أخطف من عمري باقات
صبوات من زمن السّقوط
أطارد خيالك بذكاء عاشقة
أنام على وسادة أحلامك
ينقصني الكثير لأكون مثلك
أو مثل صقيع نيسان
أحبّك في جميع الخيبات
أعشقك مع كلّ المتمنّيات
أدوّن حرف ولعي
بعد قهوة الصّباح
لعلّني أحظى بيوم يشبه العشاق ٠
***
و نختم لها بهذه القصيدة بعنوان ( المستحيل ) و الّتي تترجم لها حالة متفرّدة بين مسافات المستحيل و الحنين في حصاد المواقف و المشاهد فتقول فيها :
المستحيل
وجدت المستحيل
في عيون الحالمين
الّذين أنهكتهم جراح
العائدين
لكنّني لم أجد ..
حبّ قلبي
رضيت بعطاء ربّي
وما زال قلبي
يحلم بالمستحيل
والأمل يوما سيأتي
بالمستحيل
فقلبي العاشق
لا يعرف إلّا الوفاء
ولا يختار لنفسه أحاديث
النّساء
ولا ينظّم للحبّ
قصائد الرّثاء
كن مثلي
فأنا خلقت من جبروت
الحبّ والعفّة
وسمّاني قومي
امرأة الكبرياء
ولم تغيّرني السّنين
ملامح وجهي
لم تغيّر
فأطياف مناي
تلاقت بالمستحيل
وأ زهرت ورود قلبي .
و بعد هذا العرض الموجز عن سيرتها الحافلة و الحاشدة ، رحلت الشّاعرة و الصّديقة المغربيّة سعاد خزرون بعد رحلة عطاء أدبيّة و ثقافيّة و معاناة و في النّهاية تسلم روحها لبرائها لترحل بجسدها و تسكن روحها جنّة الله في إيمان و يبقى عملها الأدبي و الفنّي رسالة حبّ و سلام يخلّدها في سجلّ الخالدين.







































Discussion about this post