افتر ثغره على ابتسامة ساخرة صفراء، وهو يستمع إلى كلماتي التي أوصف بها واقع الحال الذي آلت إليه الأمور في بلد الارتجالات السياسية، ومن وضع اقتصادي مترد، لم يعد في هذا البلد ممن يحسد على حياته فيه، ،ولم يعد ايضا يتوفر للفقراء من بنيه ما يحفظ لهم كرامتهم من حالة العوز والفاقة الاجتماعية .
كان محادثتي،.. يستمع إلى وصفي ببرود شديد، وعن حال مجتمع الفقراء الذي يعاني بأكمله من سوء الأحوال الإقتصادية العاصفة به، ومن شظف الحياة اليومية، وهذه الحال لم تعد خافية على أحد، ممن شهد وجع السنوات العجاف وأهوال العذابات المستمرة، إلى جانب سخرية القدر، لا سيما وأن الواقع السياسي والاجتماعي، الذي توارثته مجموعة كبيرة من الطائفيين، كانت قد احكمت قبضتها على العباد، والبلاد، فعادت بتاريخها إلى زمن الإقطاع التقليدي فعاثوا في البلاد فساداً ودمارا، وبدأوا بتحقيق مآربهم على حساب شعب أعزل، لا يملك من حطام الدنيا في حياته إلا إرادته الحرة التي عاش فيها سنواته الماضية، فأراد الاحتفاظ بها.
كان محادثي يسامرني و يحدثني عن الغيب الذي سياتي من السماء، كأن السماء وحدها كانت مسؤولة عما في المجتمع الذي لم يعد يتوانى عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل تحصيل لقمة عيشه.
كم كانت كلماته قاسية و ابتسامته الساخرة والمتزلفة تؤذي النفس، و تمحق العقل و الروح التي اجتمعت فيها كل المعاني الصادقة. على أمل الغد الذي ينتظره صاحب الحاجة بفارغ الصبر، إذ لعل الغد الذي سياتي يوما يكون جميلاً ويعيش فيه الإنسان بعيدا عن الموبقات في وطن الأحلام.
Discussion about this post