قراءة تحليلية قي لوحة معركة خيبر للفنان حسن روح الأمين .
بقلم الدكتورة: بهيّة الطشم
لعلّ الخوض في غِمار مونادولوجيا أو تفاصيل شخصية أمير البلاغة والبيان الامام علي(ع) لا تحدّه كلمات ولا تتسع له الموسوعات وتأتي قراءتنا التحليلية لهذه اللوحة الفنية بريشة الرسّام الإيراني ؛ والتي تجسد واقعة خيبر الشهيرة التي حدثت في عام ٧ للهجرة وتروي بالخطوط والالوان بطولة أسطورية منقطعة الشبيه عبر ارهاصات الزمن برمته.
نحاول أن نستقطف من حنايا الأيقونة الفنية ما هو أعمق من الأعاميق المعهودة في قِيم الحق والخير والجمال التي ترتكن عليها شخصية الامام علي عليه السلام؛ فنصمتُ لبُرهة زمنية ابّأن التأمل في حضرة الجلال المتناثر من أبعاد اللوحة؛ ثم ما نلبث أن نعيش العصف الذهني الراقي المتأثر ابداً بلدُن شجاعة نادرة تحاكي الخلود.
لقد رسم الفنان الإيراني حسن روح الأمين حادثة قلع باب خيبر حتى الفتح العظيم في غزوة خيبر من غزوات النبي محمد (ص) ضد يهود خيبر التي بدأت في محرّم عام ٧ للهجرة وانتهت في صفر بفتح خيبر؛ حيث كان اليهود
يحرّضون بعض قبائل العرب ضد المسلمين.
وقد اتسمت معالم الغزوة ببطولات علي ابن أبي طالب عليه السلام وحفِلت بمناقبه؛ حيث أطاح رؤوس القادة اليهود واقتلع بيده باب الحصن الأعظم وقتل قائد اليهود الذي سقطت حصون خيبر بقتله…
وبالعودة الى حنايا العمل الفني فقد اختار الرسام منتصف اللوحة لتجسيد بطل اللوحة ؛ اذ جعل أمير الأيقونة في المركز ؛ حيث تشخص الأبصار وتنبهر البصيرة اشدّ الانبهار بأوج الوقار…
تزدان وضعية الجسد في طريقة الوقوف للإمام ابّأن المعركة بديناميكية طافحة بحتميّة الانتصار…
وتدلّل وضعيّة الأيادي المباركة اليمنى واليسرى على الثقة بإحكام السيطرة على باب الحِصن الذي اقتلعته الإرادة الصنديدة للإمام علي(ع) قبل يديه.
ويسطع سيف( ذي الفقار) على خصر قائد الانتصار المُبين في لحظات استثنائية وكأنّ الأخير بملامسته لباب خيبر يقوم بمؤازرة يد الامام المباركة في صنع الانتصار المجيد على اليهود….
بالفعل؛ لقد أبدعت الريشة في تصوير قوة السواعد المباركة اثناء اقتحام الحصن واقتلاع الباب…
وبالموازاة ….تبدو الجيوش في خلفية الأيقونة في حالة إرباك عارم ويتجلّى ذلك في وضعيّة الخيول المُرتعدة…. ووقوع الجنود اليهود على الأرض…
وفي سياق استقراء فلسفة الألوان التي تزخر بها الأيقونة الفارقة:
يتماهى اللون الأبيض في رداء الامام ا مع الالق الاستثنائي ليتجلّى الانتصار التاريخي بأنصع صورة.
ويعكس اللون البني تجذّر الثبات الراسخ في النفس …على تحقيق الانتصار…
وتتجلى رباطة الجأش المتلازمة والوقار من حنايا اللون الأسود الذي يتوزع في أرجاء اللوحة….
وخِتاماً: يتحوّل التأمل في الايقونة الى إنبجاس مُشرق من داخلنا فينبثق أعظم الوجدان حيال أعظم المبادى الانسانية الراقية المتجسدة في أعظم البشر على الإطلاق الامام علي عليه السلام…القائل:” ليس الخير أن يكثر مالك وولدك; ولكن الخير ان يكثر علمك ويعظم حِلمك.”
Discussion about this post