وأنت تسرقين ضوء القمر
من نافذة نصف مفتوحة,
وتغسلين به زجاج النصف
المغلق منها,
العالق عليه غبار الحرب,
كنت أنا أختلس النظرات
إلي جمال وجهك,
من خلال ثقب صغير في جدار
الحياء,
وأنت تحتسين كٱبة الليل,
وماعلق بكأس النهار من
حزن,
كنت أنا أقشر فاكهة التمني
بسكين التناهيد,
حين فخخت الصمت بأغنية
(للصبر حدود)*,
عزف قلبي على ناي الشوق
,وتعشمت قدماي للرقص,
غبطة حنين تطوف حولك,
ذهب خيالي إلي تفاصيلك
الدقيقة,
كأن ألتقيك شبه عارية,
كأن نحتسي معا نخب
القبلات,
كأن تشيرين إلى السماء,
تطلبين منه إنزال المطر
فتبررين احتضاني بالبرد,
كأن أهز رأسي موافقا,
وأرسم بشفتي ابتسامة
خفيفة على جدار العتمة,
وقبل ان ينبلج الفجر من وكر
الظلام , كانت الورقة البيضاء,
قد استقبلت ولادة القصيدة,
فالليالي التى لا تصلح للنوم
تصلح للشعر.
هامش (للصبر حدود) أغنية لأم كلثوم
سعيد العكيشي/اليمن
Discussion about this post