كتب … خطاب معوض خطاب
الفنانة فتحية طنطاوي
“المعروف والجميل لا ينسى، والحب والمودة لا تنسى”
الفنانة فتحية طنطاوي التي توفيت في يوم 3 أغسطس سنة 2021 تعد واحدة من الفنانات اللاتي لمعن وتألقن في تجسيد الأدوار الثانوية والمساعدة في عدد كبير من الأعمال الدرامية للتي عرض معظمها في شهر رمضان، حيث جسدت عددامن الشخصيات التليفزيونية التي نالت إعجاب واستحسان الكثير من المشاهدين مثل حسنية في مسلسل “الرجل والحصان” وسعدية في “الشهد والدموع” ووداد في “البخيل وأنا” ومديحة في “أيام المنيرة” وزوجة فودة أبو حطب في “سوق العصر” ودادا فهيمة في “أين قلبي” ووالدة مجدي في “الليل وآخره” وأم السعد في “سلسال الدم”.
في السينما جسدت عددا من الشخصيات ذات المساحة الصغيرة والتأثير الكبير ولا تنسى مثل شخصية سعاد في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” وناظرة المدرسة في “مذكرات مراهقة” وبائعة الطرشي في “ديل السمكة” وأم عبد الحكم في “الطوق والأسورة” وأم سعيد في “دم الغزال”، وعلى الجانب الإنساني نجد أن كثيرا من زملائها الفنانين ما يذكرونها بالخير حتى وقتنا هذا ويعددون أفعالها ومواقفها الإنسانية، إلا أن أكثر ما لفت نظري وأثر فيَّ كان ما كتبه بعد وفاتها منذ ما يقرب من عامين الكاتب والسيناريست وليد يوسف على صفحته الشخصية على الفيسبوك، حيث كتب منشورا ذكر موقفا إنسانيا حدث بينهما قال فيه:
(في سنة 2006 كنت عاطلا عن العمل، وأولادي كانوا معي في نادي نقابة المهن التمثيلية ولعبوا كثيرا وجاعوا، ولم يكن في جيبي سوى ثمن المشروبات، وأخذوا يلحون علي في طلب الأكل وأنا أتحجج لهم حتى ينسوا أمر الطعام، وإذا بماما فتحية طنطاوي التي كانت تجلس قريبا منا تدعوني لأجلس بجوارها، وعندما قمت من مكاني وجلست بجوارها إذا بها تمد يدها من أسفل المنضدة التي نجلس إليها وتضع في يدي مبلغ 400 جنيه، وعندما حاولت أن أفهم ما تحاول فعله أقسمت عليَّ أن آخذ المبلغ وأن أطلب لأولادي ما يريدون، وأنها تعتبر نفسها في مكانة أمي وأقسمت وألحت وأصرت على أن آخذ النقود ولو على سبيل السلفة حتى وافقت).
وأكمل: (بعد شهر أكرمني الله وقمت ببيع مسرحية أطفال كنت قد كتبتها، وذهبت إليها لأرد لها النقود ولأكثر من ساعتين ألح عليها لتقبلهم وهي ترفض بإصرار شديد باعتبارها جدة الأولاد، وكانت فرحتها كبيرة لأنني أخيرا بدأت أعمل حتى أنها بكت من الفرحة، وكثيرا ما حاولت أن أرد لها اانقود ولكنها في كل مرة كانت ترفض بإصرار كبير، عديدة تالية حاولت إعطائها النقود وكانت دائمة الرفض، وتمر السنوات والتقيتها في الشارقة في سنة 2015، ووقتها ذكرتها بما فعلته معي فضحكت في خجل وقالت: “أخص عليك أنت مش عايز تنسى؟!، يا ابني ده عمر فات”).
وفي النهاية كتب: (المعروف والجميل لا ينسى، الحب والموده لا تنسى، وأنت أيضا شخصية لن تنسى، سأظل أذكرك وأذكر فضلك وقت الشدة ما حييت، مكانك الجنة بلا شك، فالراحمون يرحمهم الله).
Discussion about this post