في الليلِ أعلِّقُ روحي
فانوسًا في سقفِ الريحِ،
وأرقصُ منتشيًا وحزينًا.
قلبي في صُرَِّةِ درويشٍ مفتونٍ بِاللهِ
وفِي إحدى الخماراتِ المَنسِيَّةِ
يستيقظُ بي جسدي.
مُنزَعِجًا
ألقي ذاكرتي للسمكِ الجائعِ في النهرِ،
ولا أحتفظُ سوى باسمي.
الغابةُ تمتدُّ بعيدًا في رأسي،
تنقصني عينايَ،
وسهمٌ مغموسٌ في النارِ الأولى،
تنقصني حكمةُ كلِّ الصيادينَ؛
لأتربصَ بغزالِ الأبديةِ في عشبِ خيالي
ينقصني بنٌ بدويٌّ، وبصيرةُ عرَّافٍ بالرملِ،
لأعبرَ صحراءً غامضةً،
أو أصلَ الأرضَ بآخِرِهَا.
هل مرَّ رفاقي أيتها الريحُ؟!
نعم مروا
كسروا صورتهم في مرآةِ القلبِ،
ومن شرفةِ أيامي قفزوا
هل نبَتَتْ لأغانيهم أجنحةٌ فانتشروا طيرًا؟!
أم سرقَ البرقُ ملامحهم فاشتعلوا؟!
ذاكرتي يطبخها صيادٌ قروىٌّ
لصغارٍ يبكونَ الآنَ،
وروحي في كفي
سكرانًا حتى آخرِ قنينةِ خمرٍ ووحيدًا أهذي:
الساعةُ قبلَ الحربِ بسيدةٍ تدعوني للرقصِ،
يفيضُ النهرُ إذا ابتسمتْ،
ويميلُ النخلُ إذا مالتْ،
ضحكَتُهَا مطرُ فصولٍ لم تبدأ
وخطوطُ يديها مدنٌ لم تُغلِقْ بعدُ نوافِذَهَا
نرقصُ حتى يلتبسَ الوقتُ
وأُنسَى في ليلِ ضفائرها
لا أذكرُ أينَ على الجبلِ العالي ضيَّعْتُ خطايَ
ولا أينَ حفرتُ لرائحتي
أو أيُّ الآبارِ استودعتُ عظامي
في تلكَ الهوةِ بين زمانٍ وزمانٍ، أحيا
رأسي فارغةٌ إلا من طبلٍ غجريٍّ
وسمائي مُوشِكَةٌ أنْ تصبحَ شالًا
وأنا أرقصُ مُنْتشيًا
وحزينًا
———————-
من ديوان “قيلولة الراعي”
حسن عامر
Discussion about this post