الباريستا!
تخافُ عَلَيَّ أكثرَ مما تفعلُ أمي
السيدةُ الفليبينية ذاتُ الشواربِ صباحا
من نافذةَ المقهى:
قلبكِ ساخنٌ
اسكبيه برفقٍ
لا تدلقي القصيدةَ دفعةً واحدة
ارشفيها صرخةً صرخةً
تقولُ: ابتسمي!
فأصيرُ الكرزةَ على كعكةِ الجُبن
تشخبطُ اسمي بتهجئةٍ خاطئة
عمدًا
فيصيرُ وجهي شارعا
العينانِ مقبرتيْن
الأنفُ نخلةً يابسةً من نخيلِ أُوال
وحده فَمي مُختبئ
عبثا أفتش عنه في المذياع
الحقيبةِ الصفراء
علبةِ مُحدِّدِ الحواجب
أعيدُ الكوبَ الورقيّ:
سيدتي أعيدي كتابةَ الاسمِ كيْ أجِدَ الثغرَ المفقود!!
س
ي
ن
ا
ب
لا تعترفين بحرف الزاي إذًا؟
لكنكِ تخافين عليَّ أكثرَ مما تفعلُ أمي
تقولين: ابتسمي….
فيخرج الأمواتُ والأحياء من عينيّ جيوشا تقتحم المقهى والسيارة
من يصُدُّ ذُبابَ الروح؟
سأهبكِ اسمًا بِدَوْري
يا “ماريا”
وأكتبُ اسمَكِ في قصيدةِ نثرٍ باردة
بتهجئة مضحكة
م
ر
ا
ي
ا
الحرفُ بالحرفِ والبادئ سُكّر!
لكنَّ أمي تريدني حزينةً
تقول: “الطمي……
وادلقي العائلةَ الحارّةَ على فخذيْكِ
كي تنمو الشجرةُ الملعونةُ في الشفاه
كي يعبر الجين السومري من كربلاء إلى هونغ كونغ”
أيتها الباريستا
يا ماريّا
ارسمي لي غابةً في الكبدِ كي أعوي
أحرقي الباءَ على صليبِ الرغوة الذهبية
ز
ي
ن
ا
لأعود جميلة
فأستقيلَ
لأُطلّقَ اسمي وأبتسم
فالمعولُ الذي فرَّ من وجهي
الزايُ ذو الأسنانِ الصفراء
قد استقرَّ في يدي اليمنى على هيئةِ سبّابة
____
بقلم زينب هاشم شرف… البحرين
Discussion about this post