اما بعد :
حاولت أن أتسرب مثل الماء من بين الأصابع ، مثل الأمل من قلب المواجع .. حاولت الهروب و لو لوقت وجيز اختصر فيه قصة العمر المريرة .. لحظات الصمت و الكتمان ، ساعات الوجع و ثقل الأحزان ، أيام الإنهيارات و العجز ثم انهي بسنين دفن ما حدث بين الضلوع ..
لن أطيل عليك سيدي أعلم حتما بمزاجك المتقلب و وقتك الثمين الذي تهدره مع سواي و معي أنت شخص مختلف .. سأذكر بعض الأشياء لطالما سكت و انا في شدة الإحتياج منك للإحتواء ..
لطالما بكيت بدمع تحت جلد الوجنتين لأنك لا تحب الدموع .. كثيرا ما ترجمت احساسي على شكل قصائد و أغنيات علها تنال اعجابك و تنال قسما من اهتمامك لكن هيهات فوقتك الثمين لا يعترف بالتفاهات التي اكتبها بدمي مرة و دمعي مرات عديدة .. تحررت من كل ما كان يمثل لي قيدا و سجنا يجعلني في دائرة لا أستطيع الخروج منها ..
انا الآن هنا و ساكون أنا فإسمي *منى* يعني التمني و الامنيات الأمل من وسط الخيبات .. كيف لي ان أتوقف عن التنفس عن رسم ذاتي بذاتي كما أراها قوية ،صادقة، حنونة، عاشقة للحياة حتى و إن ارتدت ثوب الحزن ففي عينيها بريق الأمل .. و لازال قلبها ينبض حبا و عشقا حتى الموت .. انت لم تراني كما أبدو ..
اكيدة اني أجمل بكثير مما رسمتني مذ اول يوم مسكتني فيه من يدي و أنا مرتدية فستاني الأبيض المرقط بدمعي و قرط اذناي المثقل بالأحزان و حذاء الفرح المليء بالمواجع من قبل ان ابتدأ رحلة النسيان معك، و لم يكن قط كما تمنيته مثل حذاء سندريلا الذي سيأخذني من عالمي إلى عالم مختلف بعض الشيء ..
عن ماذا سأتحدث بربك قلي ..
المحبس في إصبعي ضيق و يؤلمني ليس فيه أحلام العذارى كما خيل لي .. هذه أولى و آخر رسائلي إليك..
رحلت يا سيدي دون ضجيج، دون عراك ، قبل ان افقد عقلي كما فقدت قلبي بين الرفوف حتى تحنط و اصبح ذكرى تذكر في الكتب و القصص ..
بقلم الكاتبه منى البابوري
Discussion about this post