المرأة في الباص
التي تحمل الخبز دوماً في كيس ورقيّ
كانت تحمل اليوم
ورداً ايضاً
كان الخبز يكفي لشخصٍ واحد
والوحدة غلالة
تفصل نظرتها عن العالم
ابتسمتُ لها
مع أنني كنتُ أريد
أن أبكي
لماذا أرى دوماً ما لا يمكن رؤيته
في وجوه الآخرين؟
كالخزف
تشققني التفاصيل
مثل اسفنجة رطبة
تنخرني الحواس
الهشاشة صخرة
تُكَسّر البحر في روحي
أمشي أمشي،
حتى لا أعود أعرف
أين تنتهي خطوتي
وأين تبدأ الطريق
لا شيء يقودني إلى حلمي
وهذه الحياة
ربما ليست لي
كلما التقت نظرتي بنظرتي في المرآة
ساءلتُ الرؤية:
هل يعقل أنني أحيا
في حلم شخص آخر؟
تلك النقطة السوداء
التي تظهر
حين تزوغ الرؤية
أشعر بها أحياناً
في روحي
الرؤية
هذا الفخ الكبير
الذي يقود دوماً
إلى نفس الوجوه الحزينة
وكنتُ أودّ الآن أن أمدّ يدي
أن أمسح الحزن العالق في الهواء
لكنني حين بحثتُ عن ذراعي لم أجدها
هكذا تبتر منا الحياة
بلا أن ننتبه
لا يزعجني في الباب المغلق
أنني لا أستطيع العبور
يزعجني فقط
هذا الغياب الموجع
للرؤية الواضحة
يقضي عليّ العطش
قبل بلوغي النهر
بخطوة
تقضي عليّ الظلمة
في تلك اللحظة التي أقرر فيها
أن أفتح عينيّ
لفرط ما نعتاد الأشياء
لا نعود نراها
لفرط ما نحب الأشياء
لا نعود نرى سواها
الا هذا الألم
كلما اعتدته
التمع في عينيّ
ومهما كرهته
لا أرى سواه
أحياناً
يكون الهواء صافياً
والبرد أقل برداً
تتوقف الحواس عن نحت حجارتنا قليلاً
أرى إليك
ترى إليّ
بالصمت الساحر
للرؤية الشاملة
هكذا
يمكن للحياة أخيراً أن تتكثّف
مثلما يحدث لذرة ماء قلقة في الهواء
وهي تصير
حبة ندى
على ورقة وردة
بقلم أصالة لمع
Discussion about this post