كان من الأفضل نسيانها، أن أدفن ذاكرتي بصفيحٍ ساخن كلّما خطرتْ به، أجعلها تحترق..
أنا أنظر الان الى شجرة صنوبر بالغة، أكلت كرات الصمغ الاورجوانية على جذعها ما تبقى من سمرته، تحدّت الكثير من الفصول، وشهدت المئات من محاولات الطيران الأولى..
أنا انظر اليها وأعلم ان كل هذا المجد للطبيعة يمكن أن يسقط بمناشرةٍ صدئة…
ثم لا شيء…. ثمّ أتذكر كيف كان لعلاقتنا أن. تنتهي بنفس هذا البؤس، بفعل غرورها بأن مجدنا لا يمكن اسقاطه، ولكنّه سقط حتي قبل أن يقترب منه شتاءٌ باردٌ واحد.
…………
هل رزته يوماً .. قلت
ما هو
البحر
نعم أكثر من مرّة
هل تحبينه سألتْ
نعم أحبه
هل عرفتي قاعه، أو لطمات أمواجه الضاربة
لا، لم. تدس قدماي أبعد من زبد الشاطئ قالت
اذاً كيف عرفتي أنك تحبينه
كأي شيء عظيم وكبير من صنع الخالق أظن من الطبيعي أن نحبه جميعنا
لم تحبيه… أنت حتى لم تشربي من مياهه المالحة، ولا تعرفين كم من الوقت الذي يمر مظلماً في قاعه، انتِ فقط معجبةٌ بنعومة رمل الشاطئ…
استيقظت مجدداً…. كم من المرّات التي كنت لم أجد تفسيراً لهكذا أحلام عن بحر وغيمة ونارٌ تحترق في صندوق الموسيقا..
كيف إنّي لا أحب البحر وأنا لم ازره يوماً، وكيف أحبه لو لم أزره
عرفت الآن انها كانت فقط معجبة بنعومة رمل الشاطئ..
بقلم بشار عصام طليعة
Discussion about this post