العرب ظاهرة صوتية

بقلم الباحث بوخالفة كريم _الجزائر

واتفق العرب ..

اجتمع القادة العرب في جلسة هزيلة وكعادتها بلا جدوى ولا نتائج، ثم عاد كل  منهم الى غرفة نومه. ومشت وسارت الشعوب العربية في شوارعها الرثة المملوءة بالنفايات و الحفر، ثم رجعت الى جلوسها أمام الشاشات. الكل يتفرج على مقتل الفلسطينين وهو يأكل مكسرات بالشاي.

كذبوا على الفلسطينيين فقالوا “نحن معكم” وما هم معهم. هم ليسوا مع أحد. هم ليسوا حتى مع أنفسهم… قالوا لهم سنساعدكم فأرسلوا لهم أكفان، وقال نحن سندكم فباعوهم بدراهم بخسة وحتى بدون دراهم.

يتقدم العدو ومع تقدم جيش العدو على أرض المعارك، ازدادت النقاشات الفارغة على بلاطوهات تافهة… بلاطوهات ملئت ب”خبراء” من كليات العلوم السياسية ولا علاقة لهم بالحروب، ولا يفهمون فنون المعارك ولست أدري من سماهم خبراء.

لم يستطع العرب فرض توقيف إطلاق النار ولو يتفقوا حول ذلك، فكيف يدافعون على غزة.؟ هم اليوم جالسون، ليس لهم الشجاعة حتى أن يتابعوا على الشاشات ما يجري في غزة فهم ينتظرون النتيجة.

اذا تغلبت المقاومة على جيش العدو، سيصرخون بصوت عالي  “يا غزة نحن معك” أما إذا غلبها  الصهاينة، فإنهم متفقين أنهم سيقولون “يا حماس، من دفعك لهذا؟

لست أدري لماذا عندما أسمع حكام العرب يتكلمون في القضية الفلسطينية لا أصدق منهم أحدا. منهم من ينقل الأقول لإسرائيل كما فعل الحسن الثاني ، ومنهم من يخبرهم بما يحضره لهم الفلسطينيون كما فعل السيسي مؤخرا، ومنهم من يزودهم بالمال والعتاد كما يفعل الإماراتي حاليا… والآخرون يختبئون وراء الصمت المميت عندما يحتاجهم الفلسطينيون، كما يفعل باقي حكام العرب… فكيف أصدقهم ؟

إن حكام  العرب هم يهود العصر الضائعون في الشتات…والتفرق!فرقونا بينما كل الناس تتكتل.

مشينا  وخرجنا وتظاهرنا بالاعلام  والخطابات لسنين طويلة، مشينا كل مرة ضرب الصهاينة الفلسطينيين، ومشينا كل مرة داسوا فيها ساحة الأقصى، ومشينا كل مرة ذبحوا أطفال فلسطين ورجال الاقصى… مشينا حتى ضاعت أقدامنا في المسيرات من أجل فلسطين، وصرخنا عند كل غارة على مستشفيات غزة، وصرخنا عند كل ظلم للأطفال الفلسطينيين الابرياء … صرخنا حتى ضاع منا صوتنا لأجل فلسطين.

لكنه حان الوقت لنتوقف عن  المشي  والدعم المعنوي الزائف ، ونكف عن الصراخ وحديث البلاطوهات الفارغ لأن كل هذا ماهو الا غطاء لعراء حكام العرب، حان الوقت لنسمع أولئك الحكام يقلبون الطاولة، ويكسرون صوت طائرات الصهاينة.

مللنا من كوننا فقط ظاهرة صوتية نريد افعالا وممارسات تدل على صدق نوايانا ورغبتنا في دعم غزة.