الغفران …
أماني الكيّاري …
ياسارقاً عُمري فداكَ مَقاميا
لو غاصَ في بحرِ الغرام بلائيا
علقتَ روحي بالجَفاءِ وخلتني
موتاً وروحي بالدموعِ تَداويا
وانشقَ عن صمتِ الكلامُ بحُرقةٍ
وزففتَ جُرحاً بالرحيلِ بكى ليا
لما تزاحمتِ العيونُ وقد بدا
قمرٌ تسامى بالنجومِ تساميا
كفكف دموعي إن أتيتَ قِباليا
في الصوتِ أنتَ وفي الصلاة إماميا
الحسنُ يوسف أن سنلقى مالكاً
كالشمسِ نسجد إن تراءى حاديا
ستردُ هذي الأرضُ حينَ مسَستَها
بالتينِ والزيتونِ أرضاً حانيا
وتصيبُ صدرَ العاكفين بنظرةٍ
والساجدين على أراضي الأنبيا
والطائفينَ وفي فؤاديَ كعبةٌ
والزاهدين على مسارِ الأتقيا
عذراً خليلي أرتجيكَ بصرخةٍ
ياقِبلةً مشروعةً في شاميا
داوي العيونَ ودارها فتخضبتْ
خدايَ من فرطِ الدموعِ وكفيا
ثغري وثغرُكَ والعناقُ كواحدٍ
يسقى بدمعٍ والدموعُ علانيا
كمْ جربتْ فينا الليالي سيفَها
من فرطِ شوقي قد خُلقتَ كشوقيا
أعدتُ للخبِّ العظيمِ صلاتيا
وركبتُ خيلي أن سألقى مراميا
أقصر إليَّ من الطريقِ فإنني
به لا أَضِلُ ولا تطيشُ سهاميا
إنّي أؤوبُ كهدهدٍ لنبيّهِ
إن شُلتِ الأقدامُ تمشي القافيا
أبلغ حبيباً إن عرضتَ رسالتي
أنّي عَرفتُ الحبَّ صدقَ سؤاليا
ناعورةُ الحزنِ التي قد توقت
عمراً كبحرٍ فلتكنْ لي شافيا
واريتُ دمعاً ديس تحتَ ضمائرٍ
كالدمعةِ السكرة وبعدُ لياليا
أنا بينما كنتُ القتيلَ بقُبلةٍ
راودت نفساً والعيونُ بواكيا
وتجولُ في أعراشِ ملكٍ هائماً
قد كنتُ أخشى أن تُضِلَ مكانيا
حكّم سيوفكَ إن أتيتَ لمرةٍ
خوفاً عليكم من لقاءٍ قاضيا
ياإبنَ روحي هل تُصانُ بلاغتي
مازلتُ أجهلُ أيَّ حبٍ شرعيا
دعْ عنكَ موتي لستُ أولَ من سجى
لو غُصتَ في بحرِ الهُيامِ ترانيا
إنّي بمنعرجِ السلامِ أتوقُ لك
مازلتُ في الأيامِ طفلاً حابيا
إنْ تعتصم في حبلِ ودي ليلةً
أبشر صباحاً أن فداك حِباليا
الغفران
أماني الكيّاري … سوريا
Discussion about this post