نثرية ( موكب النور )
*****************
لملمت الشمس أشعتها الذهب
تعلن الرحيل لعالم آخر
تاركة خلفها ليل و جمود
أحضان يسكنها الزمهرير
بدلًا من الحب و الحنين
خلع البشر أقنعة الطيبة استعدادًا لسبات عميق
تعانقت تجاعيد الوجوه
شكلت تلالَا من الجمود
حتى تتناثر القسوة بلا حدود
غارت العيون
توارت خلف أجفان منهكة
تظلها أهداب متشابكة لتحصر النظر في جانب الغرفة القميئ
حيث الأشياء في تناثر عجيب
في ظل تلك الفوضى ..
تنفث القسوة سمومها خلال العروق
حينئذٍ لاتسأل عن الانسان
فالبيوت سكانها الوحوش
تتحين الفرصة لتنقض على فريستها بلارحمة
يالها من صورة تبعث في النفس النفور
أما أنت ياقمري
كم أشفق عليك
ماذنبك تعيش مع أشباه البشر
فقلبك الرقيق لايقوى على الصمود
مُلِئَت السماء بالجوارح
ليس لديك اختيار ..
نظر إليّ بوجهه المضيئ و بإبتسامة هادئة
قال :
من منا لايخطئ في هذا الكون ؟!
في السماء الجحيم و بين طبقاتها جنات و زروع
مختلف ألوانها سائغة للآكلين
لا تبتئسي ..
فداخل كل منا الشر و الخير مجتمعان
إن بغى الشر تارة فتارة أخرى الخير يسود
يأتي وقت للنهار المضيئ
تنقشع فيه الغرابيب السود
ويكسو الخضار الربوع
و يُفسَح الطريق لشمس الشموس
آتية في موكب من نور
يسبقها الحنين
يوقظ الشعور
يزهو الوجود و الخير يسود
قبضة من الطين مملؤة بالكثير
فيها المعدن الغالي و فيها الزهيد
لاداعي للقنوط
فرب العباد موجود
فعال لما يريد
تلك سنة الله في هذا الوجود.
كلمات الشاعرة
نهلة غزالى
Discussion about this post