بقلم … ناديه أحمد
ألم نلاحظ جميعا كيف أصبحت الأعوام تنقضي بسرعة بالغة؟ ألم يدهشنا أن العام الجديد الذي لم نعتد على كتابة تاريخه بعد أضحى ذكرى الأمس وأعقبه عام آخر؟ فالأيام تطير بنا لأنه لا أحداث جديدة تُبطئ من وتيرتها، ونكتشف أننا نتقدم بسرعة في ذلك الطريق المجهول المُسمى بالعمر.
كلما طالت سنوات عمرنا، أصبح العالم مكانا أكثر أُلفة، ما يُفقدنا الشغف تجاه الأشياء، ، فيبدو لنا الوقت يتطاير أسرع كل عام. إما لشعورنا بأننا مع كل عام نستنفد مخزون التجارب الجديدة في حياتنا، أو لأن التجارب التي سبق وخضنا غمارها باتت مألوفة بالنسبة إلينا، فقلَّ انبهارنا بها. من المهم أن ندرك جيدا أن شعورنا بتسارع الزمن مع تقدمنا في العمر ليس حتميا، إذ يعتمد الأمر كله على الطريقة التي نختار أن نعيش بها حياتنا، ونخوض من خلالها تجاربنا. لذا يجب ان نفتكّ نعم نفتكّ سلطة التحكم في عقارب الساعة لنطوّعها لصالحنا، حسب الأولويات التي نريدها فعلا ونرغب فيها، لا المفروضة علينا واوهمنا انفسنا لسنوات اننا اخترناها وقبلناها عن طواعية. يجب ان ننفض عن ايامنا غبار النمطية وشبح الملل الذي يلفح اعمارنا ويذيبها امامنا بكل قسوة. يجب ان نبتكر لانفسنا حيوات مختلفة مغايرة نشاكس بها خصلات الشيب التي تبرق في مفرق الشعر لتوهمنا بان العمر ولى ومضى.يجب ان نطوّع تلك الخطوط التي ماانفكت تلاحق ملامحنا لترسم مكانها لتزيد في بريق نضجنا واقبالنا على الحياة…. نادية المشاكسة هذا الصباح.
بقلم ناديه أحمد
Discussion about this post