كان بودّي أنْ ألتقي بك ولكن…
تدخّل الوقتُ
وشدّني من يدي..
كان بودّي أنْ أراك
قبل أنْ أُتقنَ لغةَ الغياب
وأعتادَ فكرةَ الرّحيل..
إنّ بعضَ الأمنياتِ
لا تُخطئُ الطْريقَ
بل تُؤجَّل
كان بودّي أنْ ألتقي بك ولكنِ الطّرقاتُ كانت أضيقَ من الأشواقِ والأمنيات
والقلبُ كان مُثقلًا أكثرَ ممّا يحتملُ اللّقاء
كان بودّي أنْ ألتقي بك لكنّ الخوفَ سبقني إليك
وخشيتُ أنْ تخذُلَني عينايَ
وأصدّقَ أنَّ العمرَ ما زالَ يُجيدُ العطاء.
كان بودّي أنْ ألتقي بك
قبل أنْ يُصبحَ الصّوتُ ذكرى
وتتحوّلَ الملامحُ إلى افتراضٍ أستحضرُهُ كلّما ضاقَ بِيَ المساء.
فبيني وبينك مسافةٌ لا تُقاسُ بالخطواتِ
بل بأنفاسِ الاشتياقِ
لَوِ التقينا لرُبَّما لم يحدُثْ شيءٌ يُروى
وربّما حدثَ كلُّ شيءٍ دُفعةً واحدة
وانكسرَ نظامُ الانتظار.
لهٰذا تركتُ اللّقاءَ مُعَلَّقًا
كَثَمرٍ لم يحنْ وقتُه
فبعضُ القلوبِ
حين تلتقي متأخّرةً
تنضُجُ أكثرَ…
ولا تسقُط
كان بودّي أنْ ألتقي بك لٰكنَّ
الحقيبَة سبقتني
والطّريق كانت أطولَ من ذراعي
وأقسى من قدرتي على الالتفات والمدنُ لا تفهمُ الشّوقَ..
والحدودَ لا تعترفُ بالقلبِ الموعودِ..
حان موعدُ السّفر…
أجنحةُ الطّائرة صفّقَتْ تعلو في الفضاء
أمّا قلبي فقد صفّق متمرّدًا يريدُ البقاء.
عايدة قزحيّا
“وردٌ وشوك”






































