على ضفاف الخيبة ومرارة النّكران
قصّة قصيرة
بقلم … عدنان الطّائي
جلست على مقعدٍ خشبيٍّ مطلٍّ على النّهر، وأصغت لصوت الماء وهو يهمس بلحنٍ يشبه الاعتراف. قالت في سرّها: “ما أقسى أن يُنكر الإنسان ذاته من أجل من لا يراها، أن يهب روحه لقلبٍ لا يعرف سوى أن يأخذ. كنت أظنّ أنّ الحبّ تضحية، لكنّني أدركت متأخّرةً أنّ التّضحية بلا تقدير هي شكلٌ ناعم من الانتحار. كم خَدَعَنا وهج المشاعر حين لا يضيئه الصّدق! اليوم فقط فهمت أنّ الجحود لا يُقابل بالبكاء، بل بالنّهوض الهادئ، وأنّ أعظم انتقام من منكرٍ للجميل هو أن نعيش سعداء بدونه.”رفعت رأسها نحو السّماء، وابتسمت بطمأنينةٍ جديدة، كأنّها تُعلن ميلادها الثّاني على ضفاف الخيبة؛ ميلاد امرأةٍ عرفت أنّ من يحبّ نفسه بحقّ لا يُهينها بالانتظار، ومن يعرف قيمته لا يطلب اعترافًا من الّذين جهلوا العشرة وظنّوها أوهاما






































