حين كنتُ صغيرة،
حلمتُ كثيرًا أن أصبح شاعرة،
أن أكتب عن رائحة الورود،
عن زخّات المطر،
عن سماءٍ مزدحمةٍ بالنّجوم،
عن “بابا نويل” يطوف البلاد،
محمّلًا بالهدايا وأغصان الزّيتون،
عن حبٍّ خالد
لا يعرف الموت.
لم أكن أعلم
أن الأمر سيكون مكلفًا إلى هذه الدّرجة:
قلبٌ متقرّح،
عيونٌ ساهرة،
خيباتٌ متكرّرة،
وذاكرةٌ مثقلةٌ بالآلام.
والآن كبرت، وصرتُ شاعرة،
لكنّ النّاس توقّفوا عن زرع الورود،
تلاشت كلّ الغيوم،
و”بابا نويل” نفسه
أحرق أغصان الزّيتون.
امتلأت السّماء بالقذائف،
وغادرت كلّ النّجوم،
تناثرت أشلاء الأطفال،
وفَتكَ الجوعُ بالبطون.
حين صرتُ شاعرة،
لم يعد هناك حبّ.
توحّشت البشريَة،
سقطت في فخّ الدّماء.
فإمّا أن أترك الشّعر،
أو أكتب فقط… عن الحرب!
سما احمد







































Discussion about this post