يرجع تاريخ الصّناعات التّقليدية في الجزائر إلى العصور القديمة أي إلى العصور البدائيّة الأولى، حيث سكن الإنسان الكهوف وكان يعيش حياةً بسيطةً يعتمد فيها على الطّبيعة اعتماداً كليّاً في مأكله ومشربه، حيث وُجدت آثارٌ في الجنوب الجزائريّ في منطقةٍ تدعى (الهوقار) تدلّ على أنّ سكان هذه المناطق استخدموا الطّين والفخّار لصنع أدواتهم المنزليّة،
وما زالت بعض القبائل التي تسكن الأرياف في تلك المناطق تحتفظ ببعض هذه الأدوات وتصنعها وتستعملها، مثل: صناعة وعاءٍ كبيرٍ من الطين يثبّت في إحدى واجهات البيت يستخدم لحفظ الحبوب التي يتمّ تخزينها لفصل الشتّاء، وكان يُصنّع مثل هذه الأشياء في بلادنا وتُستعمل لنفس الغاية وتسمّى” الكواره”.
المقصود بالصّناعات التّقليديّة هي الأشغال اليدويّة الّتي يتمّ عملها في المنازل، وغالباً ما تقوم بها النّساء، مثل: الأواني الفخّارية، والمنسوجات القطنيّة، والأثاث المنزليّ المزخرف، كزخرفة الأواني النّحاسية، والمجوهرات الفضيّة، والألبسة التقليديّة
ويعتبر سكّان الأرياف من أكثر فئات المجتمع محافظةً على هذه الموروثات، وما زالت بعض الأسر تصنعها وتعرضها للبيع خاصّةً في المناطق التي يرتادها السيّاح؛ فهذه الصناعات تُعبّر عن تاريخ الأمة الجزائرية.
ومن أهم الصناعات التقليدية في الجزائر:
الأواني الفخّارية والطّينية: تعتبر صناعة الأدوات المنزلية الخاصّة بالأكل والشّرب من أقدم الصناعات التي مارسها الشّعب الجزائريّ؛ حيث يُحضرون الطين الصّلصاليّ من الأودية ويعجنونه بشكلٍ جيدٍ حتّى تتماسك العجينة فيصنعون منها الأواني المطلوبة، وتبدأ عملية زخرفتها، ثمّ يضعونها في فرنٍ ذي حرارةٍ عاليةٍ من أجل أن تكتسب الصّلابة المطلوبة، ثمّ تصبغ بألوانٍ طبيعيةٍ جميلةٍ لتصبح بعدها صالحةً للاستعمال.
صناعة الخزف
يشتقّ الخزف من الفخّار التّقليدي تقنياته في صنع. وهو ذو أصل عربي أندلسيّ وتشتق الزّخرفة المنحوتة المرشومة أو المزيّنة من الفنون المعروفة عند الفرس والمسلمين (المنمنمات والزخرفة على الخشب والمنمنمة الملوّنة وفن الخطّ). ويعتبر الخزف فن حضاريّ محض ساعدت في إثرائه سلالة الحماديين الذين أدخلوا عليه أشياء جديدة (الآجر الأخضر حواجز مفرّعة مغربية، قرميد مخروطي الجذع). ولقد أدخل الخزفيّون أساسا بالجزائر خلال لمسات جد حديثة لزخرفة المنتوج.
الحليّ والمجوهرات: تشتهر بعض مناطق الجزائر دون غيرها بصناعة الحليّ والمجوهرات وأكثر المناطق شهرةً بها هي: القسطنطينة، والأوراس، والهقار، وأكثرها شهرةً الحليّ الأوراسيّ الذي يُصنع من الفضّة، وتخلو هذه الحليّ من الألوان بينما الحليّ التي تُصنع في مناطق القبائل فإنّها تتميّز بألوانها المتنوعة الجميلة حيث تُضاف قطعٌ زجاجيةُ ملونةٌ إلى قطع الفضة.
الزرابي: الزرابيّ هي من أقدم الصناعات الصوفية في الجزائر، وتستخدم في الفراش والخيام، وتميزت بصناعتها منطقة جبل عمور
النّحاسيات
تركز مهنة النحاسيات على عمل ورقة النحاس و تحويلها إلى أدوات نفعية بكل بساطة أو تزيينية ، و لقد وجد الحرفيون في فن النحاسيات منذ القرون الوسطى و على مرور مئات السنين تعاقب الأساليب في جو يطبعه صوت المطرقات على النحاس.
صناعة السّروج
تعتبر السّروج التّقلیدیة موروثا شعبیّا یرتبط ارتباطا وثیقا بالفروسیّة واستعراضات الفانتازیا وحب الخیول وبقیم الشّجاعة والجمال، حیث كان الفرسان یتنافسون في اختیار أجمل السّروج منظرا وأحسنھا صنعة وأبھاھا طرزا، وقد حرص الأجداد على تناقل ھذا الموروث والحفاظ علیه جیلا بعد جیل
اللّباس التقليدي الجزائري،
هو مجموعة الألبسة التي توارثها وحافظ عليها الجزائريّون جيلا بعد جيل، تلبس بالأخص في المناسبات كالأعياد والأعراس وحفلات الختان. يعتبر اللباس التقليدي الأصيل من المقومات الثقافية التي تبرز مدى تمسّك الفرد الجزائري بهويته وتراثه الضارب في عمق الحضارة. يمكن للمرء أن يميز الأزياء الحضرية من الجزائر العاصمة وضواحيها، وتلك من الشرق حول قسنطينة وعنابة، وتلك من الغرب حول وهران وتلمسان. وأخيرا، هناك أزياء ريفية من منطقة شاسعة، بما في ذلك منطقة القبائل والأوراس والأطلس الصحراوي ومزاب والصحراء العميقة.
فمن لباس “كاراكو” المرتبط بالعاصمة إلى “البلوزة” الوهرانية و”الشدة” التلمسانية بالغرب، والجبة القبائلية واللحاف الشاوي و”القندورة” بالشرق الجزائري واللباس النايلي واللحاف التارقي وغيره، تواصل النساء التزين به في مناسبات الأفراح المختلفة سواء الدينية أو المحلية.
ويبقى الحفاظ على على هذا الموروث الثّقافي مسؤولية الجميع فهو جزء من هويّة الشّعب الجزائري وتاريخها العريق
بقلم حجاج أول عويشة الجزائر
Discussion about this post