بقلم د. جمالات عبد الرحيم
لقد أصبح الوضع في غزة معقدًا وحساسًا بشكل متزايد بسبب العنف المستمر والانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون. يأتي هذا في ظل صمت الحكومات العربية، والتي تميل أحيانًا إلى عدم التدخل بشكل فعلي أو اتخاذ مواقف صارمة ضد الانتهاكات الإسرائيلية المدعومة أحيانًا من قوى دولية.إن ما يحدث في غزة، وما يترتب عليه من تهجير للأهالي، يعكس فشل المجتمع الدولي في إيجاد حلول جذرية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. إن قرار تهجير ما تبقى من أهالي غزة إلى مصر والأردن يعتبر بمثابة تجاوز للحقوق الإنسانية الأساسية، ويعكس استهتارًا بالمبادئ التي تأسس عليها عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وللأسف، فإن صمت الحكومات العربية، على الرغم من الوعود والمبادرات التي تم تقديمها في السابق، يجعل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل تشعر بالجرأة في اتخاذ قرارات قد تبدو صارخة وغير مسؤولة. هذا الصمت يعتبر في بعض الأحيان علامة على ضعف القدرة على التأثير في مجريات الأحداث، مما يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.
إن الغموض الذي يحيط بمستقبل القضية الفلسطينية، والممارسات القمعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ليست نتيجة حتمية فقط للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل تعكس أيضا غياب الإرادة السياسية الحقيقية من قبل بعض الدول العربية للتصدي للانتهاكات. إن وجود قيادات متمسكة بالتوافقات الخارجية أكثر من تمسكها بحقوق شعوبها يزيد من تعقيد الوضع.
لأن سبب تطاول حكام أمريكا من أمثال جون بايدن وترامب والحكومة الصهيونية كله بسبب عدم تقديم هؤلاء إلى المحاكمات الدولية للمحاسبة أمام العالم كله. لأن حكام أمريكا لن تختلف عن حكام إسرائيل في أفعالهم الهمجية المجرمة مما أدى إلى قيام حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط وبدون محاربة الدول العربية لإسرائيل وأمريكا قد أدى إلى تهجير أهالي فلسطين وتهديدهم بكل الطرق الوحشية. ومن التخلف أن حكام أمريكا من يهيمنون على السعودية وحكومتها ويهددونهم بدفع لهم أموال طائلة علناً على يد جون بايدن وترامب. وكلما لم ترفض الحكومة السعودية وحكام العرب ما تفرضه أمريكا لدعم الصهاينة أو عملائهم في البنتاغون وكييف، كلما ازدادوا كفرًا وتطرفًا وهمجية وحروبًا ونزاعات مستمرة أثرت على الشعب الفلسطيني وشعب مصر والدول العربية والأفريقية والآسيوية وحتى أمريكا نفسها.
فهل لو كان هناك حاكم عربي من أمثال الزعيم جمال عبد الناصر والسادات في هذا العصر، وقام بضرب أمريكا نفسها في وقر دارهم ردا على همجيتهم، هل كانت إنجلترا ودول الغرب والأمم المتحدة أو إسرائيل كانوا تركوا أحد من هؤلاء الزعماء دون الاعتداء عليهم وعلى جيشهم وعلى بلادهم أو كانوا تركتهم أمريكا دون تقديمهم للمحاكمة؟ فهل من يوافق على السلام مع يد دموية وقاتله وغادره مع ترامب ونتنياهو وأمثالهم يعتقدون الهمجيين الصهاينة على أنه حاكم ضعيف أو خائف من قوانينهم القديمة المتخلفة؟
وفي هذا الوضع الراهن قد أدى إلى كراهية الحكام من مصر ودول أخرى حول العالم إلى فقدان الثقة في سياسة أمريكا وعلى رأسهم ترامب وإسرائيل. ولا يمكن التنازل عن قضية شعب فلسطين. وأنا شخصياً كباحثة وخبيرة في علاقات سياسية ودولية وتحكيم دولي وفض منازعات، أرفض سياسة أي رئيس يرضى بوجود أي قاعدة أمريكية صهيونية أو أجنبية في أي أرض عربية، ومن الواجب طرد آخر جندي صهيوني من أرض فلسطين العربية إلى الأبد.
لأن بسبب هؤلاء انتشرت الأمراض الكثيرة والفيروسات وضاعت أخلاق هذا الجيل بسبب الحروب وانتشرت الفتن الطائفية بين كل قبيلة وأخرى، وحاكم والآخر، وقد سقطوا اليهود إلى الإسلام بادعائهم الكاذب على أنهم دعاة إلى التوراة ويجمعون أنفسهم في كنائس ومعابد في بلاد شرقية ويزعمون أنهم الأنبياء والبشر المفضلين في الأرض العربية، مما أدى إلى عمل غسيل مخ لحكام عرب وإعلاميين وصحفيين وأساتذة جامعات وطلاب وتلاميذ للأسف بطريقة ملتوية مثل أيام رسالة الأنبياء الذي خاطبهم الله لنشر الإسلام والركوع لله وليس لأحد غير الله الأحد.
Discussion about this post