(1)
كفّان على الطّاولة في الرّكن القصيِّ
يحتضنان كوبا باردا،
وينتحبان في صمت
فيما ظلّان نحيلان يبتعدان..
كان دفء اليدين يشغل حيّزا صغيرا،
في الفراغ البارد.
والمطر الّذي يَهمِي
يغسل الرّصيف، من بقايا خطوات…
(2)
القصص القديمة تنثال أمام عينيه بشراهة
أصابتْه بالوساوس
ذلك أنّه يحيا
مع ناس القصص القديمة
الّتي تنثال بشراهة
ولا يشعرون بوجوده ككتاب أمام شمعة تذوي..
(3)
روح قديمة تحيا منذ أزمنة بعيدة:
رسامٌ بدائيٌّ في كهوف الجبال،
راهبٌ بوذيٌّ يمشي حافي القدمين،
شحاذٌ بدروبِ بغداد
يحمل بيده وردة حمراء،
كانت ذئبا يعوي في البراري
إنّها الآن، حبيسة ضلوع نحيلة
وتحنّ لدفء الكهف الحميم.
(4)
تلتقط أصابعكَ الكسولة وتمضي إلى الشّارع.
لا يعني ذلك،
فراغك من المكان؛
فثمّة شخص يجلس على الكرسي
يشبهك قليلا
حين يحدث أصابعه
عن المرأة في النّافذة،
ويغنّي أناشيد رعويّة
فيفيض الماء، في الشّرفة المغلقة.
سالم الشبانة
Discussion about this post