تغيّرت الحياة عبر الزّمن بشكل مذهل ، فبينما كانت أدوات أجدادنا البسيطة تسطّر نمط عيشهم ، نعيش نحن اليوم في عالم يعجّ بالتّكنولوجيا ، ونتطلّع إلى مستقبل قد يفوق الخيال .. ولكن ، وسط هذا التّغيير ، تبرز مسؤوليتنا كشباب في حمل مشعل التّقدم وخدمة البشرية .
الماضي :
إرث الكفاح والبساطة
كان أجدادنا يضيئون ليلهم بالفوانيس ، ويستقبلون الأخبار عبر الراديو الّذي كان تحفة تكنولوجية في زمنه .. كانت الحياة بسيطة لكنّها مليئة بالكفاح والاعتماد على الذّات .. في حين كان السّفر مضنيّاً ، والتّواصل بين المدن يستغرق أسابيع ، استطاعوا بجهودهم أن يبنوا أسس المجتمعات الّتي ننعم بها اليوم .
الحاضر :
بين الرّاحة والتّحديات
اليوم نعيش في عصر الثّورة الرقمية .. بين يديك هاتف صغير يمكنك من متابعة الأخبار ، التّحدث مع أحبّائك على بعد آلاف الأميال ، وحتّى التّحكم بمنزلك. الكهرباء أصبحت رفيقتنا الدّائمة ، والبرمجيات تحيط بنا في كل شيء ، لكن هذا التّطور ليس كافياً .
رغم كلّ هذه التّسهيلات ، نعاني في كثير من الأحيان من الاعتماد المفرط على استيراد التّكنولوجيا دون أن نكون جزءاً من صناعتها .. نستهلك ما ينتجه الآخرون ، ونتفاخر بإرثنا القديم بدل أن نكون جزءاً من إرث المستقبل .
المستقبل :
سباق لا ينتهي
المستقبل يحمل وعوداً رائعة .. ستصبح البيوت أكثر ذكاءً ؛ تُفتح الأبواب ببصمة العين ، وتضيء الغرف تلقائياً .. المواصلات قد تصبح أسرع وأقل تكلفة ، والأمراض الّتي كانت مستعصية قد تجد علاجها بفضل أبحاث العلماء .
لكن ، هل سنكون نحن جزءاً من هذا التّقدم؟ أم نبقى في مقاعد المتفرّجين؟ الجواب يعتمد علينا كشباب .
رسالة للشباب :
دوركم في صناعة الغد
أيّها الشّباب : العلم هو مفتاح المستقبل .. إن أردنا أن نفخر بأنفسنا ، فلنكن من المساهمين في بناء الحضارة ، لا مجرّد مستهلكين .. لا يكفي أن نحكي عن أمجاد الماضي أو نغرق في الفخر بالأنساب والقبائل .. الفخر الحقيقي يكمن في العطاء ، في خدمة البشرية ، وفي المنافسة على المراكز الأولى في ميادين العلم .
إبدأ بخطوات صغيرة :
تعلّم مهارات جديدة تواكب العصر .
استثمر في تطوير ذاتك بدلاً من انتظار الفرص .
أسهم في نشر المعرفة وتطبيقها في حياتك ومجتمعك .
ختاما أقول :
العالم يتغيّر بسرعة .. كلّ يوم يحمل اختراعاً جديداً أو فكرة ثوريّة .. لن يكون هناك مكان في المستقبل لمن يكتفي بالرّكود والتّغني بالماضي .. فلنسرج خيولنا بالعلم ، ولننطلق نحو سباق التّقدم بخطى واثقة ، عازمين على أن نصنع لأنفسنا ولأجيالنا القادمة مكانة تستحقّ الفخر .
فالعلم ليس خياراً ، بل ضرورة .. ومن لا يواكب العصر ، يفوته المستقبل .
Discussion about this post