كتب … خطاب معوض خطاب
توفي في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات
الفنان أحمد خليل.. رجل أصيل ومحترم من زمن الفن الجميل
الفنان الراحل أحمد خليل الذي توفي في مثل عذا اليوم منذ 3 سنوات وتحديدا في يوم 9 نوفمبر سنة 2021 يعد واحدا من الفنانين الموهوبين الراقين المحترمين حيث عُرِفَ دوما بأنه إنسان وفنان ملتزم لم يقدم طوال مشواره الفني أي عمل مبتذل يقلل من احترام الجمهور له واحترامه لنفسه، ولم نسمع منه أو عنه يوما ما يسيء إلى نفسه أو غيره، بل كان كل من يعرفونه يشيدون به وبأخلاقه العالية الرفيعة، بجانب كونه واحدا من نجوم وأباطرة فن التمثيل المعدودين في مصر الذين ربما لا نجد لهم مثيلا في الأجيال الجديدة إلا فيما ندر.
وقد ولد خليل رحمه الله في بداية أربعينيات القرن العشرين في بلقاس بالدقهلية، وقرأت في بعض المصادر أنه التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة وتخرج فيه سنة 1965 وتم تعيينه معيدا بالمعهد لتفوقه، وعمل بمسرح الجيب مع المخرج كرم مطاوع لمدة سنتين قدم خلالهما 9 مسرحيات، ولكن الصديق المحترم الأستاذ محمد مرعي Mohammad Marei رئيس إذاعة صوت العرب سابقا صحح لي هذه المعلومة حيث أكد أنه قد التحق بالمعهد العالي للسينما حيث زامل فيه شقيقه الفنان الراحل أحمد مرعي رحمه الله، وفي سبعينيات القرن العشرين سافر إلى منطقة الخليج حيث شارك هناك في عدد من الأعمال التليفزيونية المتميزة منها “عنترة” و”سليمان الحلبي” وغيرها من الأعمال التي تعد من كلاسيكيات الدراما التليفزيونية العربية وشاركه بطولتها العديد من نجوم فن التمثيل في ذلك الوقت من أمثال عبد الله غيث وأحمد مرعي ويوسف شعبان وسهير البابلي وأمينة رزق.
والحقيقة أن الفنان أحمد خليل الذي جسد شخصية عطا المراكيبي في مسلسل “حديث الصباح والمساء” وصابر أبو شديد فتوة الجمالية في مسلسل “الفتوة” وسليم البهظ في مسلس “الكيف” يعد واحدا من الفنانين أصحاب القدرات الفنية الكبيرة التي لم تستغل جيدا رغم إبداعه وموهبته الكبيرة حيث لم تتح له الفرصة للتعبير عن هذه الموهبة إلا من خلال أدوار معدودة ذات مساحات محدودة، ورغم ذلك استطاع أن يعلن عن قدراته الفنية الكبيرة من خلالها مؤكدا أنه فنان كبير من العيار الثقيل، وقد كان يفرح كثيرا ويتيه فخرا حينما يرى معاني الإعجاب والإحترام والتقدير مجسدة في نظرات محبيه ومعجببه من المشاهدين وردود أفعالهم الطيبة تجاه أعماله وليس بكثرة أعماله أو وجود اسمه ضمن أسماء أبطال تلك الأعمال.
ومن أشهر أعماله الفنية مسلسلات “ليلة سقوط غرناطة” و”الكتابة على لحم يحترق” و”شرف فتح الباب” و”قلب حبيبة” و”محمود المصري” و”فارس الرومانسية” و”ملك روحي” و”قاسم أمين” و”سكة الهلالي” و”السيرة العاشورية” و”العميل 1001″ و”امرأة من زمن الحب” و”أوبرا عايدة” و”رد قلبي” و”هوانم جاردن سيتي” و”الأبطال” و”مملوك في الحارة” و”بريق في السحاب” و”من الذي لا يحب فاطمة؟” و”إصلاحية جبل الليمون”، وأفلام “المومياء” و”كتيبة الإعدام” و”الأراجوز” و”ضد الحكومة” و”ناصر 56″ و”جاءنا البيان التالي” و”الاوغاد”.
وقد شهد له الكثيرون بالطيبة والنبل والأصالة والكرم وفعل الخير وأنه كان يحرص دوما على ألَّا يعلن عن ذلك، وإنما عُرِفَ ذلك كله بعد وفاته حينما أعلن الكثيرون عن بعض أفعاله معهم شخصيا ومع آخرين يعرفونهم، كما كان رحمه الله يتميز بعفة اللسان والرقي في جميع تعاملاته وأفعاله فمثلا عندما كان يُسْأَلُ عن فترة زواجه وطلاقه من الفنانة الراحلة سهير البابلي، وهو الزواج الذي لم يستمر أكثر من سنتين وكانت هي نجمة كبيرة بينما هو في بداية حياته الفنية، وعن الأسباب التي أدت إلى حدوث الطلاق بينهما، كان يتحدث عنها ويذكرها بتقدير واحترام ويؤكد دوما أنه هو الذي أخطأ وقتها وأنه لا يحمل لها إلا كل تقدير واحترام.
Discussion about this post