غزالة الحَّيّ
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠
————-
( حقاً انفض المولد ٠٠!! )
بالأمس القريب كانت جميلة الجميلات و يصفونها بالأناقة و الرشاقة ، كما يلقبونها ب ( غزالة الحَّي )حينما تسير في الشارع و عندما تدخل المحلات و المؤسسات ، لها منزلة عند الجميع من نواب و رجال شرطة و موظفي الدولة بل و عند رجال الأعمال و أعلى المناصب و لاعبي الكرة و التجار حتى أهل الفن يعرضون عليها بطولات أفلام و مسلسلات و أصحاب معارض الأزياء و الدعاية و الإعلان ٠
الكل يتمناها و يتودد إليها ٠٠
و في إشارة المرور يتلهفون من حولها فتصطدم السيارات من أجلها هكذا ٠٠
الكل رهن إشارتها و تحت أمرها يسارعون في تلبية طلبها بمجرد كلمة و لو في الهاتف كل المشاكل يتم حلها في اللحظة حتى و لو مخالفة للقانون فهناك روح القانون و طرق تسهل المسائل ٠٠
و الكثير يستخدمها في الوساطة وقضاء المصالح ٠
و تمر الأيام سريعة ، و يتغير كل شيء في ملامح الغزالة و ارتدت نظارة نظر و كست التجاعيد وجهها و أبيض شعرها و أصابها الإنحناء و استخدمت العصا في السير تتوكأ عليها ٠٠
فجأة الكل انصرف عنها لا اتصال و لا تواصل و لا تخليص مصالح و لا هدايا و لا مجرد حديث للاطمئنان عنها و لا عزائم ، حتى المحمول أصابه خرس كل شيء صمت و سكت و ابتعد عنها و لا تقف لها أي سيارة في الطريق ٠٠
فوقفت تتأمل المرآة في دهشة و تصارح نفسها و تصرخ صائحة في وجه المرآة ملعون هذا الجمال السلاح الرخيص الآن صرت عجوز شمطاء الكل يفر مني و يهرب ٠٠
ثم هشمت المرآة بالعصا ٠٠
تبا ً لهم و لكل هؤلاء الذين تنكروا لي بعد الصبا ٠
و أخذت تردد :
حقا
انفض المولد ٠
Discussion about this post