بقعـــة ضـــوء
ما خلف الكواليس
بقلــــم/ لميـــــاء العامريــــة
مستقبل الشّرق الأوسط .. عنوان أحد كتب ومؤلّفات اليهودي الأمريكي بيرنارد لويس الّذي يضع على طاولة المُؤامرات والأهداف الاستراتيجيّة لقوى الشّر العالميّة أشدّ الأفكار تطرّفا تجاه العرب والمسلمين باعتبار الإسلام قوّة الغد الّتي لا يمكن أن تقوم لها قائمة لتدكّ قلاعهم ..
عودة بالزّمن الى الوراء قليلا ومن خلال كتاب ( دراسة شيلواح ) وهو شخصيّة قد يجهلها الكُثُر .. هو رؤبين شيلواح رئيس ما يسمى ب المؤسّسة المركزية للاستخبارات والمهام الخاصة ( الموساد) من العام 1949- 1952 جاء في كتابه المسموم : [ إنّ المصلحة الإسرائيلية تتطلّب العمل على تفتيت واختراق العالم العربي وبخاصة مصر ، العراق ، سوريا ، السودان ، ودول الخليج ..] .
ومنذ عقد التّسعينات وأحداث حرب الخليج الثّانية بدأت مظاهر التّنفيذ ظاهرة للمتتبعين لمجريات الأحداث على السّاحة العربيّة ، تدمير البنى التّحتية والقوّة العسكرية للعراق ، وخلق العشرية السّوداء في الجزائر بغية إضعاف وتدمير البناء الهيكلي الوطني لشعب الجزائر ..
وفي العراق استغلال النّعرات الطّائفية الّتي غذّاها الغزو الأميركي…
قد يتبادر سؤال ملّح .. أين مواقف الدّول العربيّة أمام هذه التّحديات…
وقد يكثر اللغط وتتعدّد الآراء حول الأسباب والعقبات وغيرها ..
وللإجابة عن كل أدوات الاستفهام نجد الإجابة فيما طرحه عرّاب السّياسة الأميركية هنري كيسنجر بعد حرب أكتوبر عام 1973 والّذي تمّ تنفيذه حرفيّا من قبل الزّعماء العرب حيث قال :
( إنّ حرب اكتوبر آخر الحروب ، ولا حقّ لأحد مساعدة أخيه عند نشوب أيّة معركة في المستقبل )…
ولهذا لم يسمح لأحد بالوقوف مع لبنان ومنظّمة التّحرير الفلسطينيّة عند احتلال لبنان عام 1982 ..
تلك الصّورة الّتي اتضحت تماما في أحداث التّسعينات .. وإلى يومنا هذا وما يجري في السّاحة الفلسطينيّة واللبنانيّة ..وقد جاء ذلك في مشروع ( خارطة الدّم ) ل رالف بيترز في مجلة القوّات المسلّحة الأمريكية عدد جويلية 2006 .
وعودة لدراسة شيلواح الّتي توافقت مع مشروع خارطة الدّم ومن خلال دراسات تسرّبت من أروقة البنتاغون ونشرت تسريباتها عبر صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية والّتي كشفت عن وجود مخطط أمريكي يقضي بتقسيم خمس دول عربية الى 14 دويلة على خلفية الصّراع المذهبي والدّيني والقومي والطّائفي والمناطقي القَبَلي منها ثلاث دويلات في سوريا وثلاث في العراق (ويمَنين) وثلاثة دويلات في ليبيا واحدة في الشمال الغربي وعاصمتها طرابلس والثانية في الشّرق تتبع لبنغازي ، ودويلة فزان وتتبع سبها ، أمّا الجزيرة العربية تتحول الى مناطقيّة قَبَلية……
كل ذلك يتعارض مع المشروع التركي القائم على مواجهة اي مخطط لاقامة دولة كردية تضم اكراد ايران والعراق وتركيا وسوريا .. فيما يتوافق مع المشروع الايراني على تشجيع الاقليات الشيعية على الاستقلال واعلان تبعيتهم الكاملة لسلطة ولاية الفقيه وتشكيل وسائل ضغط على حكوماتهم لانتزاع مكاسب تصب في مصلحة المشروع الايراني بغية اضعاف الدول العربية وزعزعة امن واستقرار المنطقة وضمان تبعية الدول للهيمنة العالمية واستغلال مواردها وثرواتها ومواقعها الاستراتيجية ومنع وصول القطب الروسي للمياه الدافئة ومصادر الطاقة…
ما يحدث اليوم من احداث جسام وتدمير شامل ومتتالٍ للدول بدءا من الساحة الفلسطينية الى ما ورائِها ليس وليد صراع عسكري حدث صدفة ، بل مخطط مرسوم له بعناية ودقة وفق مبدأ الغاية والوسيلة…
والسؤال ، ماذا بعد الشرق الاوسط ؟ والذي نراه من الصراع على الارض الليبية والسودان ، ينذر بالخطر امام دول افريقيا وشمالها ما لم يتبنَّ العرب مشروعهم الوطني للوقوف امام هذه التحديات والاّ فقد اعذرَ من انذَر ، والعاقبة للمتقين… . !!!!!!
Discussion about this post