الملايا من الخصوصية الجزائرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
الملايا ( لفظ عربي دارج قادم من جذور العربية الفصحى … ملاء/ملاءة … قال امرؤ القيس : … عذارى دوار في ملاءٍ مذيّل )، وهو رداء نسوي ساتر رائع …
لقد كان اللباس الشعبي الذي ترتديه نساء قسطنطينية ومحيطها الجغرافي عند الخروج من البيت – ويقابله الحايك والملحفة والمﭭرون في جهات أخرى من الجزائر الواسعة الشاسعة – …
يقال إنه ظهر في نهاية القرن الثامن عشر للميلاد تعبيرا عن وفاء بنات الشرق الجزائري لصالح باي المنكوب ظلما وعدوانا، وظل متجليا إلى زمن قريب منا …
والآن حدث له ما حدث للحايك والملحفة والمﭭرون والكثير من ملابسنا وعاداتنا وقيمنا المعبرة عن خصوصيتنا والمحيلة على أصالتنا …
شاهدت الملايا أول مرة خلال فجر سبعينيات القرن الماضي، وأنا في صفوف البحرية الوطنية الجزائرية، إذ كان بعض زملائنا المنتمين إلى شرق البلاد يستقبلون في لحظات الزيارة نساء من أعمار مختلفة يرتدين ذلك اللباس ذي اللون الأسود الفاحم والساتر للمرأة سترا جميلا جليلا، فسألت عنه وعرفت تاريخه ودلالته …
واليوم ، وبما أن سؤال أصالتنا والعودة إلى ذاتنا أصبح مطروحا بقوة؛ ها أنا أتوجه إلى أصيلات قسطنطينية العريقة مع أصيلات كل شرقنا العظيم اللواتي كانت أمهاتهن وجداتهن يرتدين هذا اللباس الجزائري المتشبع بالوفاء لروح صالح باي رحمه الله، والتتلمذ على صفاء ابن باديس رحمه الله لأدعوهن من غير استثناء إلى إحياء هذا الموروث الذي لا يجوز تاريخيا ولا ثقافيا ولا جماليا أن يدفن حيا مع ما دفن من عاداتنا وتقاليدنا الجزائرية التي نتميز بها تميزا رائعا عن القاصي والداني …
مع خالص مودتي، وعميق احترامي، وأنيق تحياتي لكل جزائرية أصيلة تحافظ على أصالتها – ملبسا ومأكلا ومشربا وسلوكا وقيما – في هذا الزمن الّذي أصبحنا فيه غرباء ونحن في بلدنا….. بقلم الاديب بومدين جلالي
Discussion about this post