إيَّاكَ أن تُحبَّ امرأةً أكثرَ منّي
بقلم/ غاده رسلان الشعراني
لا أمتلك إلا القليلَ القليلَ من التّجاعيد الفكريَّة
وبعضَ حماقاتٍ مدوَّنةٍ على دفاتر نبضي
لا أحصي إلا الكثيرَ من مسالكي المنحرفة
وبعضَ تطابقاتٍ واقعيّةٍ على سبيل الصَّفاقة…
لم تنصفني الحياةُ بكثرة معضلاتها
ولم تمنحني أكثرَ مما أستحق…
هكذا دوماً،
يطلقُ الجميعُ أحكامَهم المُبيَّتة…
في كلّ مرةٍ يلمحون ابتسامتي
يظنُّون أنَّ قلبي عاشقٌ
أو أنّي أتقصَّدُها عامدةً متعمدةً
وكأنَّهم يغمّسون حظّي في نهرٍ متعرِّج
ويخلعون عنّي قداسة إنسانيتي…
حينها
تترنَّحُ معجزاتي البائسة
هاربةً من بوحاتي اللا مسؤولة
وسَكَرَاتي المُفزِعة
تلقي بملامها البغيضِ كَدَينٍ قديم…
فتغيب مواثيقي الكونيّة
تختبئ في طبقات أعماقي
وتتندَّر ساخرةً منِّي…
فهي ليست بحاجةٍ لتكهّناتهم الملتبسة
كي تعلنَ بصمتَها وتوقيعَها على كتبِ مشاغباتي…
لم أنثر ورداً أحياناً
لكنّي لم أطلق رصاصةً واحدة
لم أطلق ضحكةً طفوليةً يوماً
لكنّي لم أبتسم في حضرةِ جراح عاجزة
لم أتقن فنَّ الإمساكِ بالقلم أبداً
لكنّي لم أغرز أنيابَ الغدرِ في ظهرِ المعنى
لم ألتقط الكلماتِ بحبرٍ واثق
لكنّي لم أتلقَّف الخطايا وأكيل الاتهامات…
عقلي،
ربما يرتجفُ جَليّاً لهولِ الانكسارات
لكنّي لم أكسر جناحيَّ الخفيضين
إلا لأعلنَ انغماسي في ترابٍ يمشي عليه
نعم… يمشي عليه هو…
وأحلّق في مداراتِ الشَّكِّ ثانية
وأغيبُ كَرمادٍ لا ينتظرُ مكائدَ سحقهم…
اكتفيتُ هنا بما قدمته،
فقد تربَّعتُ على عرشٍ من أمنيات
وسبحتُ فوق غيمةٍ من الخيالات
ثريَّةٌ أنا…
نعم،
أعلنُ ثرائي الآن بلا تواقيع
وبلا حسابات
فأنا لا أمتلكُ رتابةً تنسفُ متعتي
ولن أحتفظ بالمزيَّفين من الصّحب
فقد مزّقتُ حجبَ الكون
ورفعتُ راياتي بحجم الجمال في النّور المنثور…
ديدني حريتي، ومنارتي لا نهائيتي…
أصدحُ بصمودٍ ماجن
بنرجسيّةٍ عظيمة
و توق سامٍ نحو مثارات الشُّكوك بي…
يا وطني:
أرجوك…
لا تحبَّ امرأة أكثر منّي…
فقط،
عمِّدهم بترابك عساهم يتطهّرون
وعمِّدني بترابك كي أتجذَّر فيك أكثر…
غاده رسلان الشعراني
Discussion about this post