أرجوحةُ المساء
إسماعيل آلمير حسين
وفي المساءِ، يُعلِّقُ القَمرُ أرجوحةً
بين غصونِ الحلمِ وأوراقِ النسيانِ،
تتمايلُ بين شطآنِ الليلِ
وغيماتِ الأُفول،
تحملُني كأنني طفلُ الحنين،
كأنني غريبٌ في دفءِ الطريقِ البعيد.
أُغمضُ عيني، وأسافرُ على حبلِ الريحِ
أُحاكي نجوماً ضيّعتني بين أنينِ السكون،
وأعودُ، كالعائدِ من حُلمٍ على وشكِ الغرق،
كالعابرِ بين غيمٍ وغيم،
أُعلّقُ قلبي فوقَ أرجوحةِ المساء،
وأُشعلُ نبضي قصيدةً لعينيكِ.
أيا طيفَ المساءِ،
أيا أغنيةً تَكبرُ في صدرِ الشجر،
تأخذُني حيثُ لا أقفُ على أرض،
وتتركني حيثُ لا شمسَ تشرقُ ولا ليلَ يكتملُ،
فأكونُ كظلٍّ يرقبُ آخرَ النجومِ
وكحلمٍ يغفو بين يدي الحنين.
وفي الأرجوحةِ،
أُحِسُّ بدمي نهرَ رغبةٍ عميق،
يبحثُ عن معنى يتجاوزُ الكلام،
عن قصيدةٍ لا تنتهي،
عن سلامٍ في هديرِ السؤال،
فتُسقيني من جنونِ المسافاتِ
وترتفعُ بي لألتقي ظِلَّ الغيابِ.
بقلم
إسماعيل آلمير حسين
بيروت
2024/11/13
Discussion about this post