بقلم ؛ سلمى صوفاناتي
زهرة الحرية في كل العالم واحدة .. تحمل نفس العطر .. ونفس الأوراق .. ولأنها كذلك فكل أحرار العالم يقاتلون من أجل أن تبقى .. ( فلسطين ) هي تلك الزهرة التي أثبتت نضال شعب لا يستكين .. الزهرة الباقية التي لا يمكن أن تموت .. وقد شهد العالم بأسره كيف يهتف من أجل فلسطين .. حتى العصافير قامت بمظاهرات تؤيد كفاحها ، وكل من في الأرض .. هذه فلسطين .. كأن الدنيا كلها صارت فلسطين .
يتابع الشاعر الفلسطيني المخضرم الأستاذ صالح هواري الحاصل على ليسانس في اللغة العربية وإجازة في الحقوق . وله أثنا عشر ديوانا .. يتابع قائلا :
في هذه السن التي بلغتها لازلت في طور إكمال تجربتي الشعرية التي لا تقاس بالعمر .. وفي كل يوم يزداد طموحي إلى إتمام عملية الإبداع في مضمار الثقافة . والحمد لله أواصل كتاباتي الإبداعية كأنني في أوج شبابي وأنا معجب بنفسي جدا لأنني استطعت أن أقدم الإبداعات التي نالت إعجاب القارىء العربي من خلال ما أصدرته من دواوين عدة عن طريق وزارة الثقافة التي طبعت لي أعمالي الشعرية الكاملة . وعن طريق اتحاد الكتاب الذي أصدر لي معظم المنجزات الإبداعية .
مررت بالعديد من المنعطفات ما جعلني أخوض مغامرة التجريب في كتابة الشعر . حيث انتقلت من كتابة القصيدة العمودية إلى قصيدة التفعيلة . وخضت تجربة النثر كمحاولة . لكنني عرفت بالألوان الثلاثة : العمود التقليدية – التفعيلة – النثر .
عندما كنت أكتب لا أختار نمطا شعريا معينا . الشعور هو الذي يحدد الشكل . والمهم عندي هو أن أكتب النص الشعري الذي يستجيب لأحاسيسي ومشاعري .
في مفتتح تجربتي الشعرية اعتمدت على نفسي دون أن يغرييني أحد الشعراء ليكون عرابي في تجربتي الشعرية لأنني كنت امتلك ذوقا أدبيا شكل ناقدا لقصائدي . ولم أعرض أي نص على أحد لشدة ثقتي بنفسي . بثقافتي وقدرتي الغنية ومخزوني الأدبي والثقافي الذي اكتنزه . كنت أقرأ الشعر القديم وأتأثر به . تأثرت كثيرا بالشاعر إيليا أبو ماضي لأنه كان بنظري شاعر الإنسانية .ولم تكن قصائده قصائد مناسبات . وإنما قصائد مفتوحة على العالم . وهذا ماشدني إليه . وربما سرت على نهجه في تحقيق المعاني التي أطرقها .
فالشاعر الناجح هو الذي يشد قارئه لقصيدته النابعة من أعماق قلبه . ثم اعتماده على أصالته التي لاتميل إلى التطفل على قصائد الآخرين والتأثر بهم . ويزيد نجاح الشاعر حين يكتب قصيدته الحقيقة الخالية من التكلف والتصنع . ويتخذ لنفسه طريقا تعبيرا يختص به .
مواضيع القصيدة التي أكتبها متنوعة لأن الشاعر الذي يبقى على موضوع واحد تتكرر فيه ألفاظ منهله اللغوي وتتشابه . لذا فأنا حريص على أن أكتب في كل مناحي الحياة . لست شاعرا ملتزما فقط بالقضية الفلسطينية التي كنت أكتب عنها الكثير الكثير . وإنما كتبت في مواضيع الحياة والوصف والغزل . لذا تنوع قاموسي اللفظي في قصائدي . وهذا ماعملت على أن أوفره فيما أكتب .
بالنسبة لأقرب الدواوين إلى نفسي أعتقد بأنه ديوان أم أحمد لا تبيع مواويلها . لأنه نبع في خضم الإنتفاضة .
الأطفال : أطفال الحجارة ضد الغزاة . وأم أحمد : وهي المرأة المكافحة الفلسطينية التي كانت تنقل الحجارة باللكن لتوزعه على الأطفال . وفي هذا الديوان يتأجج الصدق الوطني من خلال قصائد كتبتها وكأني أشارك الثائرين في الأرض المحتلة هم متواجون في ساحة المعركة يرمون الحجارة وأنا أرمي التفعيلات معهم . وقد نال هذا الديوان شهرة كبيرة وكتبت عنه الأديبة : سمر يوسف الغوطاني .
أحب أن أضيف بأن أول من يستجيب للحدث هو الشاعر . وما عاناه شعبنا الفلسطيني يستحق أن يكتب عنه . أهيب أصدقائي الشعراء أن يكرسوا أقلامهم لإستيعاب ما يعانيه شعبنا الفلسطيني الأبي . ومهما كتبنا لا نستطيع أن نرتقي بإبداعاتنا إلى مايقدمه شعبنا من تضحيات على الساحة الثقافية وعلى مالا يستطيع أن يكتبه الشعر الحقيقي ، والذي يفصل فعله فعل الرصاصة في المعركة . ويؤثر ويستنهض الهمم أن لايخوض هذه التجربة لألا يسيء إلى الكلمة . الرصاصة المقدسة
ختاما : أتوجه بوافر شكري وامتناني إلى صحيفة الرواد نيوز الدولية إدارة وكوادر . وإلى الصحفية الدولية:
سلمى صوفاناتي التي أجرت معي هذا الحوار .
Discussion about this post