بستان المحبة
لم يكن في قاموسها كلمة تدعى “أنانية”، وهي التي ما فتئت تروي زهور الحب، و تزرع بذور الأمان، تنثر الإبتسامات، وتلبي النداء، لا تعرف المستحيل، قوية طيبة، هشة القلب والمشاعر، دموعها تسكن أطراف أحداقها، آمنت بالحب ودافعت عن العاشقين، أعطت بلا حدود، ولو على حساب نفسها، كانت تظن أن المرء سيد نفسه، وسيد كلمته ووعده، حتى صادفت من قَلَبَ موازين العقل والقلب لِروح لطالما ادّعت الثبات والقوة، فتح لها أبواب الأمل على مصراعيه، فراحت تحلم بغد مشرق، وقلب تحتله وحدها، وحياة ترتبها كما تمنت، لكن بين عشية وضحاها ودون سابق إنذار، إنهار سقف الثقة الذي رفعته عاليا، ليهشم كل الأحلام والآمال، و انفجر بركان الخيانة ليحرق الأخضر واليابس في بستان المحبة الذي زرعت أشجاره وسقتها حبا وأمانا، لتجد نفسها فجأة، في صحراء قاحلة جدباء، جفت فيها كل الينابيع.
استجمعت قواها وقامت من تحت الركام، نفضت عن ثوبها الأبيض الناصع ما علق به سواد الحقد والكراهية، وقررت أن تحب نفسها أولا حتى تستطيع أن تحب الآخرين..
✍️بشرى طالبي/ المغرب
Discussion about this post