أجيئك
بكفين خاليين من كل أملٍ
أجيئك بقلب
شارد
يشبه ظبيا
بواد في صحراء
سماؤها لا تمطر
إلا حين تغضب فيها عيون السقم
أجيئك
بجسد
بلا ظل
ولا مخيلة
….”حنظلة”….
أنا الشاهد على ذلي
“دونكشوطيُ”
المواقف
كيف أدير وجهي
صوب المهزلة؟
أقول لي أنا
العاريٌ
من كل مخيط
مدثّر
بسراب محيط بالعار
كهارب
بلا أهل
ولا هوية
يرى الضبابَ ماء
والحجرَ
بندقية
الحلمُ فكرة
قلت لفكرة
ظلت قاعدة
تسبح في مجرة ضوئية
تخاف الإنطلاق
قمحي القفا
أنا
كقميص يوسف
قُدّ منه شبر الكفن
أو
أحمر الخجل
نظري
كأظافر “بُودَا” الجديد
حين ينقرُ بها
خيزران السياسة
فيسيل دم يسير
من تحت ريش اليمام
أنقاض
خراب
سراب هذه
ا
ل
ح
ي
ا
ة
تطير كزيتونة
تبتسم للموت بدمعة
وكتينة
تبكي في وجه الله
بابتسامة
ناضجة السخرية
ومن لبّ الرماد
أطفال
نساء
شيوخ هُجّرت أرواحهم
فقل لي بربك
ماذا تبقى
من وبر الخيام في البلد!؟
أيها الرمل المخادع في التباث
إعزف نشيد الرياح
أو خزّن نحيبك
في جوف الجبال الصاعدة
بكل الألوان
شُدّ أزر الألم
لئلا
يهوى في مهوى السبات
رأسنا والعدم
قم!
واضرب
بما أوتيت من عزم
كل ما
ومَن مِن حولك
هدّم..!!
حيطان الفرجة المخزية
ولا تفزع من عواصف الهبات
سرْ
أماما
كن أنت الخلْف والخلَف
السيد
السند
الساعد
الصامد
المدد
ولا تهتم لخذلاننا
في مراجيح الوقت الخاسر
قل لهمُ
إنّا لا نصلح للقبر
ولو حتى
صورة غراب غريب
حط فوق شاهدة شهيدة
نحن
أحقر من الحقارة
مطاطية وجوهنا
كشحم مؤخرات الغنم
لن يندى لنا
جبين بين الأعراق
ولن نبرأ
من وجع فاض بنا
ومازال يئن
من نخزه قلبُ ذا القلم…
_____________________
المصطفى حناني
بلجيكا
Discussion about this post