خوتولون
الكاتبة/دعاء محمود محمد
أنا خوتولون، نعتنى جدي باسم أشرس امرأة في التاريخ القديم( حفيدة جنكيز خان )، أعجب جدي بقوتها، وشراستها، وضراوة حروبها، أرادني مثلها، لا يقهرني بشر، ولا يمسني مكروه، لم يعرف أن روحها سوف تتجسد في، وأن خلف تلك القوة أخرى لا يعرفها؛ امرأة حادة الجمال، رقيقة المشاعر، ناعمة، قلبها درى توقد من شجرة مباركة في السماء، وبالفعل تتناسخ الأرواح، وتتجسد روحها مرة أخرى في، أصبحت مصارعة قوية، أفوز بسهولة في كل المباريات، هاب الرجال الإقتراب.
جمالى الصارخ، عنفوان قوتى، جدية طبعي أبعدوا أشباه الرجال؛ فلم أجد بينهم من يحتوى هذا الكيان الأسطورى.
عشت سنوات من عمري بين دراستي، وبيتي، تدريبات شاقة، مسابقات، فوز تلو الآخر، نجاحات عظيمات، ثم سنوات أخرى بين بيتي، وعملي.
رياضتي أخذت كل وقتي، ولم أفكر في الحب، وجدتهم يبتعدون خوفاً، ويهابون روحاً أسطورية، فتركتهم وحال سبيلهم، ومثل خوتولون القديمة بعد سنوات كثيرات؛ دق الحب بابى، سلمت نفسي لمن ملك قلبي دون مقاومة – فيا عجب الأقدار- كيف تعاد قصص التاريخ، وبنفس الأحداث.
سلمت خوتولون نفسها، ومالها الذي جمعته طيلة حياتها لمن ملك قلبها دون منافسة.
كان عادياً جداً، ولكنه أسر قلبي برجولة نادرة، صدق في القول، تفانٍ في العمل، وتصرفات تنم عن تربية الملكات لأبنائهم.
طويل، عصري، وسيم، مهيب، عينان عربيتان واسعتان كالمها، وثغر باسم، ولحية فائقة الجمال.
أدمنت وجوده، وحب رؤيته، لم أبادر، ولم أشعره بما في دواخلي، ولكنه كان محارباً، فارساً خاض غمار المبادرة، وغمد سيفه بقلبي، ليقولها مرة واحدة دون تردد، أو تلعثم ( هل تقبلين الزواج؟! ) أومأت بنعم، ثم توالت الأحداث.
وبرغم هذا سأظل خوتولون ( ضوء القمر ) فى كل زمان.
الكاتبة/دعاء محمود محمد
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post