المكبوت
باسم عزيز بلغازي زناتي
في زحمة الأيام ينساب الألم
كالسيل الجارف لا يُبقي ولا يندم
في صمتٍ عميق تنادي الأرواح
حُلم الخلاص من قيدٍ قديم يُهدم
يا نفسُ هلَّا تُخففين من الحمل
أم أن الصمت فيكِ صار مُعتم؟
إن كان الجسد يئن من الطبق
فالروح تشكو من جروح لا تُرمم
وفي العقل أفكارٌ تتزاحم في قيد
كأنها سجن بلا نوافذ ولا معلم
أطباق الفكر تُرهق العقل يومًا
تدور في دوامة من الفِكر تُلثم
وعلى الوجه يظهر التعب جليًا
كما لو أن العيون تبوح بالهم
الطبيعة تغني لحنها الهامس
فيه شفاءٌ لكل روحٍ تُسقم
أهواء النفس تُثقل القلب دومًا
لكن في الطبيعة دواء لكل مأتم
أطلقي العنان يا روحٌ لم تُغنَّ
في حقل من الزهور، وفي البساتين تُعْلم
الفلسفة تُعالج العلل في فكر
بحديث النفس، كل ألمٍ يُفهَم
فلنضع الطبق النفسي في حقل
نزرع فيه الزهور، ونسقيه من نبعٍ مُعلم
وفي الجسد نبحث عن شفاء
بيدٍ من حكيم، وبأعشاب تُقطف وتُضمم
هذه النفس، هذا الفكر والجسد
جميعها في توازن، وكل ألمٍ يُختَم
فتعالوا نعيش في انسجام
لا طبق ولا ألم، في عالمٍ مُعظم
العلاج الفلسفي للمكبوت
الفكر في دائرته، دعوه يتحدث
صمت النفس يجلب السلام، فتعلموا الصمت والتأمل
دعوا الطبيعة تسرح في النفس
تأخذ الأحزان، وتزرع بدلاً منها الأمل
الجسد حين يأن، استمعوا إليه
ففيه تكمن حكمته، أدوية من الأرض، وعلاج من السماء
الفكر في نقاءه، النفس في صفاءها
هنا يكمن العلاج، هنا يكون النعم
فلنضع كل طبق في مكانه
نتعامل مع كل ألم، نبحث عن الشفاء، بالعلم والفهم
وفي النهاية نجد السلام
في توازن الروح، والفكر والجسد، هذا هو القصد الأحكم.
Discussion about this post