يكتب / محمد عسكر
لم تعد ايام حياتى تحظى بشغف الإثارة وروح السعادة .. لقد أصبحت خالية من سيرينا . التى ملئت حياتى سعادة بعنفوان شطحاتها الغير مألوفة والغير طبيعية . بنسبة لكثير من الناس .. يصفونها احيانا بالجنون طارة . وبغريبة الأطوار طارة اخرى أما أنا فأرها على أفضل ما يرام ؛ لم تكن سيرينا فتاة الخامسة والعشرين ذات الشعر الغجرى والوجه الصبوح الطفولى ؛ تكترث لافعالها مثل باقى البشر الذين اعتادوا تناول الحياة كوجبة ثقيلة امتلأت طاولتها بالأعمال والمواعيد والاجتمعات . فترهق تلك الأشياء الحقيرة أعضائم بعد . ويستلقون مستسلمين لارتخاء طمحات اراوحهم وغفوهم احيانا عن الحصول على السعادة . لا تستسلم لاطباقها الشهية التى تتمثل فى القيم والمبادئ والمثل العليا أومثل تناول الحلوى والفاكهة كشئ معتاد بعد الاكل فتصبح أيامها معتادة ورتينية مفعمة بالالتزامات الحمقاء لم يعد صوت ضحكاتنا يملا ارجاء الروح قبل المكان . مثل ما كانت تفعل فى السابق وتقول : سأرسل لك قصة حياتى مختصرة المفردات والكلمات فى مقطع صوتى . ثم ترسل لى صوت غازات بطنها متقطعه فأقع باكيا من الضحك .. أو كما كنا نتسكع فى الطرقات وتشاهد متسول فترفع له تنورتها وتقول أليس صعب الحصول علية مثل المال ؟ انا ايضا أصبحت لا اعرض عليها تسجيلات أبيها وانا أداعبه بصوت امرأة ويلبى النداء ونسقط من الضحك انا وهيا ونحن نستمع سويا لحديثه .. لم نعد نشاهد ماذا يفعل كلبها البارد حين كنت أضع له الفياجرا فى الحم واضحك على سيرينا وهيا تهرول منه هربا لم نعد نتناول البرجوانة والويسكى سويا . ثم نشاهد من منا يستطيع المشى على حافة شرفة التراس منتشيا دون الوقوع أسفل الشرفة !! لقد استسلمت سيرينا لمفردات الحياة القذرة . وفضلت العيش مع جنس آخر يطلقون على أنفسهم القاب متعددة مثل المتحفظون . المحترمون . أصحاب المبادئ الشرفاء . لا تعلم سيرينا عنهم اشياء كثيرة أنهم يتغيرون ويفقدون احيانا تحفظهم أن غضبو واحترامهم أيضا احيانا أن طلب مدير ما التحرش بأحدهم فتقبل لضمان استمرار عملها .. ويغيرون مبادئهم أن واجهتم المشاكل العويصة .. ويبيعون احيانا شرفهم أن أطرو لذالك . أنهم يا سيرينا متعديدين الوجوه . يعيشون بيننا خلف ستار يخفى قزارتهم الحقيقية .. شياطين فى ثوب ملاك يا سيرينا .. فلا تكونى مثلهم نحن لا نتجمل انا وانتى نعيش على طبيعتنا لا نرتدى وجوه كاذبة مثلهم .. نعيش الحياة بكل جنونها وكما يجب أن تعاش . ليس نحن غريب الأطوار يا سيرينا أنهم هم غريب الأطوار ؛ سيرهقون روحك كثيرا حتى ترتادي سكنات الوحدة ؛ سينتقدونك لو فشلتى وحتا أن نجحتى ؛ سيخرجون اسوء ما بكى لتصبحي مثلهم . ويلبثونك حلة الشيطان بعد الغضب منهم .. حتى تقولى مثل ما قال وقتها ( انا افضل منه ).
ستصبحين حقودة غيورة ستفقدين اجمل ما بداخلك من معانى جميلة لقد أخبرتها كثيرا ولكن لم تستمع إلى حديثى !! وذهبت لتفعل شئ معتاد عقيم . ستتزوج من رجل يمتلك سخافات كثيرة . مثل كثرة المال . والجاه . والسلطة . والحسب .والنسب ؛ هل ستسعدك هذه الأشياء المقيته يا سيرينا ؟ هذه الأشياء السخيفة جعلت البشر كلهم عبيد للحصول عليها ” فقدوا اجمل ما فى الحياة . ” فقدوا أرواحهم وهم أحياء ” حتى أصبحوا كتلة من الغباء . تماثيل صماء . بلهاء . يرتبون مواعيد شهواتهم وقضاء لياليهم الحارة حسب اوقات فراغهم . وليس حسب ما يشعرون تجاه الطرف الآخر !! يرتبون مواعيد أفراحهم وحفلاتهم . حسب أجازتهم الرسمية وليس حسب احساس قلوبهم بالسعادة تتذكرين حين حظت قلوبنا اخر مرة على السعادة ضحكنا ورقصنا فى مأتم ابن عمك روك . سيظهرون لكى مودتهم أن احتاجوك فى شئ . سيطرون إلى مغازلتك لو كنت غاضبة فقط أن كان سيحضر اليوم أحد أفراد عائلاتهم لكى تبتسمين لهم ابتسامة من القلب. هل ستنجبين طفلا يا سيرينا ؟ اقسم انكى لتسقيه خمرا فى سن الحادية عشر لتشاهدى كيف يكون الطفل تحت تأثير الخمور. نحن لا نصلح أن نفعل اشيائهم المقيطه . نحن نختلف عنهم يا سيرينا . لم تستجب سيرينا لكلماتى تركتنى أظنها مرضت ! وراح يكتسح عقلها بعض الحكمة الأفلاطونية السزجه الملعونة انى لا اراها بخير . ذهبت سيرينا لإحضار فستان زفافها اختارته ابيض كعادة مقززه متكررة ! الم نقل فى الماضى أن نفعل شئ مجنون فى تلك الليلة ؟ اعتقد انك ستكملين اليلة كلها روتينية وانك استسلمتى لحياتهم التقليدية العفنه ؟ تزوجت سيرينا أنهت يومها تبتسم ابتسامه مصطنعه لأصحابها الزين راحوا يتخيلن أنفسهم مكانها فى ذالك اليوم ولوحت بيديها . لم اراها من يومها لا اريد أيضا تذكر نظراتها لى يوم زفافها أظنها تقول افتقدك يا صديق اسعد لحظات حياتى جنونا . لم اراها كثيرا بعدها مرت أشهر كثيرة على غيابها كنت أتحدث إليها عبر الهاتف فقط كانت تروى لى عن أعراض غريبة راحت تكتاح عقلها وروحها ! حتى أنها راحت تلتزم بالمواعيد والاستيقاظ مبكرا لإحضار الفطور إلى زوجها أصبحت تأكل طعام صحيا فما عادت تصدر اصوات غازاتها كما كانت تفعل سابقا . ملئ وجهها شحوب المسؤولية . وظهر تحت عيناها سواد الملل من الايام المعتادة حتى الزيجة نفسها لم تعبر بسلام اكتشفت أن زوجها له ميول غريبة تجاه صديق له لقد لاحظت ذالك حين فتحت باب غرفة مكتبة فجأة فسقطت كل الأقنعه الكاذبة التى أخبرتها بها فى السابق ثم انقطعت اخبارها حتى ذهبت للبحث عنها فى بيت أبيها فقالوا أنها الان بمشفى نفسى الحمقا يريدون تلويث عقلها يريدونها مثلهم حمقاء تقليدية متلونه تردى الأقنعة وترفع شعارات كاذبة وتأمن لأشياء لا تصدقها روحها وتحافظ على مبادأ وقحة في زمن خلا من اى مبدأ أو قيم ذهبت مرتديا ملابس امرأة إلى المشفى وأخذت معى حقنه مخدرة كنت اتابع مواعيد عرضهم على العيادة الخارجية مع الأطباء انتظرت حتى احضرتها الممرضه وحين خلت الطرقات من المارة أسرعت نحو الممرضة واعطيتها الحقنه المخدرة وجهت سيرينا إليا نظراتها ولكن بعين مشوشه الرؤيا . أظنها عرفتنى لقد ابتسمت لى ابتسامة هزيلة ا خذتها وابدلت ملابسها مع الممرضة واتجهنا خارج. المشفى ثم إلى منزلي ظلت ثلاث ليال فى حالة مزرية تتناول الطعام بصعوبة وزهد ارأيتى يا سيرينا لقد افسدوا عقلك لقد أقحموك بسخافاتهم في ممر مظلم تاهت به روحك عن معرفة الطريق الصحيح الان انتى تتعافين ببعدك عن تلك الوجوه المتلونه عن من يلقبون أنفسهم كذبا بكلمة انسان سيكون نهاية عالمنا على أيديهم يا سيرينا هل رائيتي كم الخراب الذى وصنا إليه لقد احرقوا الغابات يا سيرينا التى كنا نتجول بها انا وانتى لقد أشعلوا الفتنه بين الطوائف وأصحاب الديانات لقد نشروا الشذوذ والإباحية لقد استبدلن الخير بالشر والفضيلة بالفجور استهانوا بقهر الضعيف وتغاضوا على حقوق ضائعة عليكى الان التعافى يا سيرينا لابد أن تحكى لى ماذا فعل بك تلك الشاذ المريض نظرت لى نظرة عطف أمسكت يدى فى حنو ذاد الارتياب والقلق لدى هل مرضت سيرينا بمرض الحب الشئ الاحمق الذى يدمر كل صداقة بين الرجل والمرأة ما اسوء الأفكار التي تحيط محيط عقلك يا سيرينا اخبرينى كيف كانت الحياة بينكما ؟ دنت منى ربت على كتفى . ثم قالت : سأروى لك التفاصيل ولكن مختصرة المفردات والكلمات ثم راحت تطرد غازات بطنها ضاحكة وتقول : هذا كل ما حدث . ووقعت انا من الضحك اظن ان سيرينا قد تعافت مرة أخرى انى اراها أصبحت بخير الان وتخلصت من الأشياء البائسة التى علقت بعقلها .. بعد مرور أسبوع الشرطة المكسيكية تطارد شاب وفتاه . الشاب يصور فيديو لفتاة وهيا تتبول أمام السيارات فى إشارة مرور حمراء . مما تسبب فى تعطيل حركة السير لأن سائقى المركبات تركو سياراتهم لمشاهدة الفتاة . فى إحدى الطرقات اختبأت انا وسيرينا بعد رفع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعى ثم راحت تسأل سيرينا هل تعتقد كم سيحصل على مشاهدات هذا الفيديو ؟ فقلت لها أن فقدوا الناس احترامهم سيحصل على مليون مشاهدة وان فقدوا احترامهم ومبادئهم سيحصل على اثنين مليون مشاهدة . ثم سألتنى هل تعتقد نحن على الصواب ام الخطاء فقلت لها بتأكيد نحن على خطاء ولكن لم نرتدى الوجوه ولا نتبدد ولا نتغير وما ذلنا نحتفظ بأنسانيتنا . ثم فتحت سيرينا الفيديو فوجدت عبارة ترند الفتاه التى تتبول أمام الناس يحصل على ٢٠مليون مشاهدة فنظرت لى سيرينا بندهاش وكأنها تسألنى كيف حصد كل هذه المشاهدات ؟ فقلت لها يبدو أنهم فقدوا انسنياتهم بكل ما تحمل من معانى الفضيلة !! فقالت ما الشئ الذى فقد بين الازواج ليشاهد كل هؤلاء الرجال هذا الفيديو ؟ فقلت لها : أنها اشياء كثيرة ومتعددة ومختلفة يا سيرينا ولكن سأقولها لكى مختصرة المفردات والكلمات . فحمر وجها وبددت علية نشوة الجنون أيها المعتوه رائحة غازات بطنك لعينه لا تصدرها .. قالتها ولكن بعد فوات الاوان .
Discussion about this post