بقلم الكاتبة / دعاء محمود
الإسلام دين الرحمة والمغفرة ، أتى بخير الدنيا والآخرة للمرأة فقد حررها من العبودية والذل ، من الوأد والخزي ، جعل لها ذمة مالية مستقلة عن الرجل ، صارت المرأة المسلمة ذات قرار ورؤية وحكمة وتجارة ، صارت حاكمة عادلة ، وقد أقر لها الإسلام كافة الحقوق مثلها مثل الرجل وعليها واجبات يجب أداؤها .
و الإسلام لا يمكن أن يرفض أن تكون المرأة قوية، لكن القوة بمعناها الحقيقي، (القوية وليست المتسلطة .. القوية وليست الظالمة .. القوية وليست القاسية .. القوية وليست المسيطرة .. القوية وليست الصعبة .. القوية وليست المؤذية .. القوية وليست العنيدة)..
امرأة قوية .. أي ليست تلك الشديدة التي يكون وجودها لعنة .. ولا هي الضعيفة المنكسرة التي يكون وجودها عبئًا.. لها تركيبتها الخاصة.. كأنها تتوجع وجع امرأة في منتهى الضعف وتتماسك بقوة جيش من الرجال !.. تعتقد فيها التحدي فتستفزك للانتصار عليها .. وتتفاجأ بأنك في حرب معها بدون أسباب !
صفات المرأة القوية
المرأة القوية.. تلك التي توجد من معاناتها سُبل السلام !.. هذه المرأة ماذا تنتظر منها سوى أنها قوة تختبئ فيها امرأة !.. لكن .. إذا كنت من أهل البصيرة ستكتشف أن كل معاني القوة المذكورة وكل الأسرار والخبايا أصلها ومنبعها الوحيد بداخلها .. شعور واحد خفي هو محرك لكل طاقاتها .. ومصدر كل قوى .. هو قوة الحب!
قوة تجعل منها امرأة حديدية ! لكن بطابع خاص .. لها حسابات وقوانين مختلفة.. وكلما اقتربت من شيء بداخلها تُدركه .. فالحقيقة أنك لم تدرك منها إلا مجرد قشور !
لأن الحب في كينونته .. عمق وغموض .. وقوانينه غير القوانين .. ولغته غير كل اللغات .. وله شفراته الخاصة!
شفرة السهل الممتنع .. المنع والعطاء .. المجازفة والتروي .. الخضوع والحسم .. التمسُك والاستغناء .. الجدية والمرح .. العُزلة والاندماج .. الهدوء والانطلاق .. السيطرة والاستسلام .. الإقدام والانسحاب ..القرب والبعد .. الحزن والفرح ..
كل شيء وعكسه جدًا.. موجودين بنفس السلام والطمأنينة بداخلها !.. ولكن هي طمأنينة الحب ..
فتلك المرأة هي التي تحارب لتحصل على عمل وتتفوق فيه ، وهي التي تربي أبناءها على طاعة الله وخشيته ، هى التي إذا أحبت رجلا صارت له كل أهله ووطنه وعشيرته ، هى التى تُقام على أكتافها أمم وشعوب وعوالم مختلفة ، امرأة بألف ، تطيع ربها ، ترعى أهلها مكبلة بأعباء الدنيا ولا تقصر فيها ، جبلٌ صامدٌ، بداخله قمة من اللين واللطف والحياء والعطف والحنان ، هي امرأة تجمعت فيها كل الخيرات ، فعلى أمهات المسلمات أن تربي بناتها لتصبح بتلك الصفات ، وعلى كافة نساء المسلمين أن يتحلين بهذه الصفات حتى ننشىء جيلاً من العظماء.
بقلم الكاتبة / دعاء محمود
Discussion about this post