على كل حالٍ لن أبدِّلَ صورةً
أهيمُ بها في كل وادٍ فكُنتُها
وفي كل وجهٍ عائدٍ من حكايةٍ
وفي نَجمةٍ ملءَ السطوعِ بكيتُها
وفي كل موتٍ لم يَخُنِّي وخُنتُهُ
فثَمَّ فتحتُ البابَ، ثَمَّ رأيتُها
هناكَ بأقصى العُشبِ تُطلِقُ شَعرَها
وما كادَ يغفو الموجُ حتى هَمَستُها
لخُطواتِها نحوَ الخريفِ تَبِعتُها
مَشَيتُ على الوزنِ الخفيفِ حملتُها
على كل بابٍ عُشبةٌ ومَحاورٌ
تفتَّحتُ فيها كلما رقَّ نَحتُها
أُقيمُ صلاتي في فراغِ مدينتي
وتأسرُني الأحلامُ إن يَجلُ سَمتُها
دمي للفراشاتِ، الفراشاتُ في دمي
ليَ الوردُ والنيرانُ حيثُ نزفتُها
أسيرُ.. أطيرُ.. الأرضُ تغدو قصيدةً
وأرجعُ إذ يَنسى القصيدةَ بيتُها
على كل حالٍ سوف تغدو قصيدةً
وتلك ظلالي للغيابِ نَذَرتُها
على كل حالٍ سوف تَفنَى مدينتي
كزيتونةٍ تغفو وما كاد زَيتُها…
سيَفنَى مع الفردوسِ بَيتٌ هَجَرْتُهُ
وتَفنَى مع الدنيا فتاةٌ هجرتُها
سأخلعُ ثوبي والطريقُ مَطِيَّتي
أُراودُني عن رحلةٍ حانَ وقتُها
هناك بوادٍ غيرِ ذي غُربةٍ ولا كتابٍ
وإنَّ النهرَ صوتي وصوتُها
ستَبقينَ ما حنَّتْ بلادٌ لعاشقٍ
وتَبقى غيومٌ في يديكِ سكبتُها
يونس أبو سبع
Discussion about this post