السَّيفُ في اليُمنى
وَالكِتابُ في الأُخرى،
كنتُ بالأمسِ سلطانَ الأندلسِ.
حَكمتُ وَبَكَتْ من ورائِها عندليبُ آلفانسو،
حتّى صارَ من اللَّهيبِ بهِ رمادُ بلنسيَّة.
كنتُ أُحاصرُهم بجيشي في أراغون،
ولم أفشلْ، لا.. لا، أبدًا،
أن أكونَ الخائنَ المجنَّح.
مَضيتُ الأندلسَ فآخِرًا،
رأسٌ مرفوعٌ وشأنٌ عزيزٌ،
في عُودٍ أزرقَ والرَّايةُ في حِصنٍ،
سلطانٌ منصورٌ برؤوسِ الخائنين.
فصلَبتُهم من ذقونِهم في معابدِهم
على رُدودِ ديارِهم،
فسالَت دموعُ ملكةِ قشتالةَ
وشُلَّ كبيرُ الوادي
حتى بالصِّفرِ والحصونِ من طُليطلة،
إذا عاد بهم اللمسُ
إلى كافةِ الأندلسِ.
أنا العامري، سلطانُ الأندلسِ،
من كتابي أديتُ السَّيفَ بوفاقٍ
وذَررتُ لتوحيدِ البَلد.
أنا القائدُ الأعلى لجيوشٍ درَّبتُهم
على الطَّاعةِ وسيرةِ خيرِ خلقِ الله.
الكِفاحُ باسمِ الرحمن
وتبليغُ الحقِّ ورفعُ رايةِ الإسلام.
وفجأةً استيقظتُ من النومِ،
وقد كنتُ أستريحُ قليلًا
في حديقةِ الزهراءِ،
ففورًا خططتُ هذا الشِّعر.
فارتفعَت حرارةٌ من جسدي
حتى زانَ القمرُ بلونٍ زهريٍّ.
ويا الزهراءُ، ما ضَرَّكِ أُحدي!
كنتِ بالأمسِ دارَ الأمجَدِ،
فيعزُّ الرَّبُّ عن عبادِه
ويسعى من جديدٍ
أن تعودَ دارَ الخلافةِ للأبدِ.
عز الأندلسي
باريس
2021/06/14
Discussion about this post