قصور الاطلال المتصدعة..
بقلم / هاني مبارك
عندما تضطرب قليلا القشرة الصغيرة الثابته تحت قدميك… والتي ينبض عليها قلبك بحياة يستمدها من جدول مائي ضيق حفرته بالكد.. حتى تستمر.. يأتون من يعدوك بكوكب مائي بأكمله .. كله لك.. حتى تزهر فرحا الأجزاء التي جفت منك منذ سنين..يغرسون لك في أرضك أشجارا عالية متشابكة من الجنان..فتنتظر المزيد من الماء..فالجدول الصغير لم يعد يصلح..مع كل هذا الوعد العظيم..
حتى وإن هبت أول عاصفة..تختبر النبل..فبدلا من أن تمطر…. ينكشف لك أن هذا القادم الواعد ليست سحابة عملاقة محملة بما تنتظره جنانك .. بل ماهي إلا شروخا متصدعة في جدارن مهدم لقصر من أطلال، مزين لك من الخارج فقط.. فيتركك بلا كلمة ويمضي في نشر صدعه في قشرتك الارضية…حتى يباعد بينها سريعا كالقارات السبع مختصرا ملايين السنين من وحشة الصدع الكبير. في دفعة واحدة..
حتى تصبح شبيها بالارض ولكن بلا ماء.. ليبدوا انه صادق للحظات من كوميديا سوداء.. تعود إليه غارقا في ظلام صدعك العملاق.. ناكرا الحقيقة.. لعله يأتيك بماء يملئ محيطاتك الفارغة..ولكنه لا يملك.. فقد ملئها بكربون سام..طوال فترة وجوده وأنت لا تعلم…لتصبح في النهاية شبيها بالمريخ لا أرضيا…وتعيش طوال حياتك مستنكرا أن كوكبك الوليد هذا لماذا لا يوجد علية حياة.. وتحاول مسخرا كل ما تبقى منك… مستميتا.. لإثبات أنه في الماضي البعيد كانت عليه بعض حياة..فهناك كانت قشرتك المتواضعة تتحملك فتعيش..وكلما جزعت تعيد الكرة، وتحاول اثبات أن هناك كانت ثمة حياة سابقة موجوده على كوكب قلبك المتصدع بسموم الالم أملا أن تنمو من جديد.. لا تعرف فالصدع كبيير.. فتحاول تارة أخرى أن تقلصه وتلملم أطراف قاراتك القاحلة إلى قشرتك الارضية الصغيرة..لا تعرف أيضا..
…حيث كان كل شئ…وتركوك ممزقا..وهربوا
وهكذا يستمرون هؤلاء المتصدعون في هدم الحياة
والأن نحن من نجعل انفسنا.. نهبا لمثلهم حتى وإن تزينوا لك من الخارج كشئ رائع وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة واعدينك بنجوما ساطعة تغمر ضوءك الخافت قليلا … وإلى أن تكشف حقيقتهم، كقصور الأطلال الواعدة بالخراب…هم العدو فأحذرهم
Discussion about this post