أنا سجينةُ المرآة
ياآلهي وأنت في الماء…وفي الأشجار
لما كان علينا أن نكتبَ السماءَ بزرقةٍ غامقةٍ؟
ياالله خلقتني بلباقةٍ وجردتني من قرنفلِ الحياة..
كم مرةً هتفتُ للسماءِ من بعيد؟
كمراهقةٍ تعلّقُ أصابعها على الورد
في خفّها الجليدي حقولٌ ولغات
كم مرةً تبخرت روحي من الأقلام؟
ورسمتْ كل هذا الصّمت بسخريةٍ بيضاء
عندها كسرتُ مرآتي
وخرجتُ أولَ مرة إلى الهواء
الطريقُ سيدلني على الماء
والقمرُ سيدلني على الضوء
عندما يمشي على قميصي…
سأشيّدُ له بيتا من البلور
فينمو بقلبي كالغموض
والفجرُ يحرس أصابعي بغنجٍ
ويزرعُ بصفحتي وردةً..
لا يسمحُ لي بتجريب الشمسِ بين الرّمال
والعصافيرُ لا تدلّني على أغنيةٍ
فأسافرُ دون طرقات إلى شجرةِ خوخٍ…كسرتها عاصفة
هنا النزيفُ يتركُ دمائي على أرضِ السكاكين
هنا قلبي لايجدُ مقعدا بينَ الوردِ
هنا قلبي يركضُ مع العاصفةِ بهدوءٍ…حريقا يذوبُ براحةِ الأيام
وأحلامي تجري كالقطارات ..مليئةً بالألوان
الأحلام ألغامٌ لها رأسٌ وعينٌ
والحياةُ لعبةٌ تتلذذُ بمصير العميان
نسرين حسن
Discussion about this post