وأنت وحدك في زاويةٍ من زوايا الوحدةِ
تشعل سِجارتك وتحتسي نخب الذكريات
المُرْةِ من كوؤس أيامك المنفرطة من عمرك
تشاطر العالم وجعه ولم تجد من يشاطرك وجعك
فتبتسم لسذاجتك وتفاهة العالم,
أنت الذي كنت تمتلك رصيداً كبيراً في أحد البنوك
أكلوا ودائعه ودخلوا بطن الحكومة وأعلنوا
إفلاس البنك,
من المستحيل بَقْر بطن الحكومة واسترجاع
أموالك
تحول رصيدك الضخم بختم الحظ السئ إلي بنك
المعيشة الضنكة,
لم تعد تصلك أي اشعارات إلا عند الحشود الكبيرة
لِتُصفق لخروج شيءٍ من إحدى السبيلين للحاكم,
ذاكِرتك صارت “تحيض” أيامٌ باكية
صار عُمْرك أعرج يتكئ على عكاز من الألم
يدفع قلبُك فاتورة ولادة كل يوم جديد من باقي عُمْرك
فأرتفع ضغط دمك وأَعتل قَيْلُونك العصبي,
أنت أنت…الذي لم تعد تعرف وجهاً للفرح
حتى الأعياد تنْكرت لك
الذين أكلوا ودائعك شربوا دمك وأعطبوا قلبك
وقيلونك وتركوك في جب يوسف,
لا زالوا كمائن لطرائد مثلك في ظل تواطؤ
الملائكة وحياد الرب
وأنت وحيدُ إلا من عُمْر أعرج ومتهالك
أنتعل الصبر ويّمم صوب أول هجرة إلي حياة الأبد.
سعيد العكيشي/اليمن
Discussion about this post