بقلم د. عبد العزيز يوسف آغا.
من منا لم يعشق أغنية ميحانة، تلك الأغنية الجميلة التي شدا معظم المطربين العراقين وعلى رأسهم المطرب ناظم الغزالي رحمه الله.
يقول الكاتب العربي أحمد المرشد: ” يكفي عالم الغناء العراقي تميزه بفولكلوره الجميل الذي أخرج لنا رائعته (ميحانا ميحانا) التي تعبّر عن فن العراق الذهبي.. وكلمات الأغنية مستوحاة من قصة حب حقيقية ومؤثرة من التراث العراقي، وكيف أحبت فتاة ريفية شابًا لتظل وفية له بعد موته المفاجئ، لتحفظ الأجيال المتعاقبة قصة الحب الخالدة ذائعة الصيت في العراق والوطن العربي ويغنيها معظم مطربي العراق تقريبًا، وأشهرهم بطبيعة الحال ناظم الغزالي وكاظم الساهر باعتبارها فولكلورًا عراقيًا خالصًا”.
ولكن ماهي قصة هذه الأغنية الجميلة رغم نهايتها المأساوية ؟!
تشير المصادر إلى أن وقائع قصة هذه الأغنية جرت في جنوب العراق لفتاة اسمها (وشلة) احبت شابا اسمه (عبد الله)، وكان (عبد الله) يمتلك مركبا شراعيا ينقل فيه الحبوب والحيوانات وما شابه ذلك.
وكان (عبد الله) حلو الحديث، جميل المعشر، ويمتلك صوتا جميلا يجذب الناس إليه. وكان الناس يقفون في الأماسي على الشاطئ لكي يستمعوا إلى صوته الجميل وهو يشدو أثناء عبوره من أمام وشلة.
وقد نشأت قصه حب بين (وشلة) و(عبد الله)، وكانت هذه القصة سريَّة أول الأمر ولم تعرف بها إلا صديقة (وشلة) واسمها (ميحانا هنيدي). وكانت (ميحانا) تشجع (وشلة) على الافصاح بحبها، ولكن (وشلة) كانت خائفة من أن يعرف الآخرون بقصتها.
وبعد فترة وجيزة تعرَّض (عبد الله) إلى حادث أودى بحياته، فحزنت عليه (وشلة) حزنا شديدا.
وفي أحد الأيام كانت (وشلة) جالسه مع صديقتها (ميحانا) وهي تغسل الأواني على شاطئ النهر بجوار جسر المسيب التاريخي، فمرّ القارب الذي كان يستخدمه حبيبها (عبد الله) مرورا صامتا حزينا دون صاحبه، وكانت الشمس تميل إلى الغروب، فهاجت ذكرياتها والتفتت إلى صديقتها (ميحانا)، وقالت لها: ولج (ميحانا) غابت شمسنه والحلو ما جانا!! فبكت (ميحانا) لبكائها.
ثم أنشدت الفتاة وهي تخاطب صديقتها:
ميحانا ميحانا… ميحانا ميحانا
غابت الشمس وللحين ما جانا
حيك.. حيك بابه حيك.. ألف رحمة على بيك
هذوله العذبوني.. هذوله المرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني .
وقد غنى أغنية (ميحانا.. ميحانا) ناظم الغزالي في الكويت سنة 1963 واشتهرت كثيرا ومن ثم غناها الكثيرون في الوطن العربي واعتبرت من التراث العراقي الجميل.
كلمات أغنية “ميحانا.. ميحانا”:
ميحانا ميحانا
ميحانا ميحانا… ميحانا ميحانا
غابت الشمس وللحين ما جانا
حيك.. حيك بابه حيك .. الف رحمه على بيك
هذوله العذبوني .. هذوله المرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني
*****
عافت عيوني النوم .. عافت عيوني النوم
بعدك حبيبي العين ذبلانه
بلوح القدر مكتوب .. بلوح القدر مكتوب
بهجرك حبيبي الروح ضمآنه
حيك.. حيك بابه حيك .. الف رحمه على بيك
هذوله العذبوني .. هذوله المرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني
*****
ظليت أنا سهران .. ظليت أنا سهران
وارعى نجومي ليش ماجانا
وأتسامر ويا الليل .. وأتسامر ويا الليل
واجمع همومي وروحي تلفانه
حيك.. حيك بابه حيك .. الف رحمه على بيك
هذوله العذبوني .. هذوله المرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني
*****
خلى الدموع اتسيل .. خلى الدموع تسيل
من عيني دمه الروح ضمانه
واللي فديته الروح .. واللي فديته الروح
روحي ظلمه بسكَم خلاّنه
حيك.. حيك بابه حيك .. الف رحمه على بيك
هذوله العذبوني .. هذوله المرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني.
ويبقى رزاز التراث العراقي عابقاً عبر التاريخ لينثر لنا الطيب والمسك والعود والعنبر.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post