ومضاتُ الروحِ لأُحبَّكِ من جديد.
سألني القمرُ:
كيف، ومَن ببالِكَ، أن تكونَ أَلمَعَ منِّي؟
قلتُ: أنتَ تُضيءُ في الليالي ما لا تعلمُ به!
قال: وكيف؟
قلتُ: تُلغي الظلامَ عن بعيدٍ، فالنجومُ تلتقي بي،
أراها ترقص، وعاشقتي في فراشٍ من حرير،
أتوسَّلُ إليها بنوركَ وأَدِقُّ حلاوتَها.
سألتني الشمسُ:
كيف، ومَن ببالِكَ، أن تكونَ أَحرَّ منِّي؟
قلتُ: أنتِ تُحرِقين في النهارِ ما لا تشعُرينَ به!
قالت: وكيف؟
قلتُ: تُحرِقين النباتَ عن بُعدٍ، فدخانُ مخاليطِ عواطفي لحبيبتي يستهلكُ بها وَحشتي،
حتى لو أُحرِقتْ روحي، فيزيدُها حبي.
سألني البحرُ:
كيف، ومَن ببالِكَ، أن تكونَ أقوى منِّي؟
قلتُ: أنتَ الطوفانُ تُغرِقُ السفنَ بلا إذنٍ!
قال: وكيف؟
قلتُ: تُراوِدُهم بلُطفِكَ وتُبعِدُهم عن الشاطئ،
يمكنني السباحةَ في عمقِكَ لأصطادَ كنوزَكَ،
حتى ولو استُشهِدتُ، فأنا فخورٌ بحبِّها.
عز الأندلسي
Discussion about this post